على صعيد عرفات الطاهر، التقت الشقيقتان «آني وماريا» من حجاج دولة إندونيسيا، بعد قطيعة دامت لأكثر من 25 عاما، إثر خلاف عائلي حدث بين «آني» ووالدتها، بسبب مطالبتها بحصتها من الإرث بمنزل والدها بعد وفاته، إلا أن الخلاف تطور بينهما ما أدى إلى بعدها عن أهلها طيلة تلك السنوات، بعد حصولها على نصيبها من الإرث وهجرها هي وزوجها للقرية التي تحتضن أهلها.. فالمشهد كان مؤثرا تخلله عناق متواصل ودموع تجسد لوعة البعد. ووفقا لصحيفة عكاظ ذكرت «آني» أنها كانت تشعر بالحنين والحاجة إلى أهلها والاطمئنان عليهم، إلا أن عناد زوجها الذي خيرها بين البقاء مع أولادها أو الطلاق حال بينها وبين التواصل معهم، وبعد عدة سنوات من القطيعة والفراق تنقلت «آني» للعمل في أكثر من دولة عربية وخليجية بسبب الأحوال المادية الصعبة التي تعاني منها أسرتها، ما أجبرها للعمل كعاملة منزلية إلى أن حطت رحالها بمنزل أسرة خليجية جاءت لأداء فريضة الحج معهم هذا العام، وقد عقدت النية بأن تبحث عن أهلها عندما تعود إلى موطنها ولا تفارقهم أبدا خاصة بعد أن علمت ارتباط زوجها بامرأة أخرى خلال غربتها. وأضافت «أتيت إلى الحج وأنا أدعو الله في سري بأن يجمعني بأهلي ويغفر لي هجراني لهم، وخاصة والدتي فأنا الآن أم فارقت أبناءها لسنوات بسبب ظروف عملي، وأشعر بإحساس أمي التي فارقتها ل25 عاما». وختمت بالقول «أمضيت يوم التروية بمشعر منى أدعو وأبتهل فجمعني الله بشقيقتي الصغرى التي جاءت للحج برفقة زوجها دون ميعاد وتم الصلح بيننا والحمد الله». ومن ناحية أخري ، ووفقاً لصحيفة "سبق" التي رصدت مشاعر عرسان قرروا بدء حياتهم الزوجية برحلة حج وطاعة وتقرب إلى الله تعالى. حيث قالت أسماء التميمي-عروس في شهر العسل- انها اتفقت مع زوجها على أن تكون هدية زواجها "رحلة حج" حتى يبدآن حياتهما الزوجية برحلة إيمانية تقربهما إلى الله، ورأتها أفضل من السفر للخارج. وذكرت: شعرت بالسعادة عندما اقترح عليّ زوجي الذهاب للحج هذا العام بعد الزواج مباشرة، فالذهاب لبيت الله أكبر وأغلى هدية يقدمها لي زوجي. وذكرت الصحيفة مثالاً آخر لعروسين ضمن حجاج بيت الله الحرام قدما من القاهرة، وعلمت من الزوج أنه مع زوجته في شهر العسل، قررا أن يذهبا لأداء فريضة الحج لهذا العام واعتبراه فرصة ذهبية لحياة زوجية آمنة ومستقرة، وأكد الزوج، سعيد عبيد، أن فكرة الحج هذا العام كانت حلماً، وعدتُ زوجتي به قبل زواجنا وحمدت ربي أني استطعت تحقيق حلمها وحلمي، داعيين المولى عز وجل أن تبدأ حياتنا المستقبلية على تقوى ورضا الله. وقال المعلم فهد الغامدي إنها فكرة رائعة، وسوف أعرضها على عروس المستقبل، داعيًا الفتيات إلى التفكير بهذا الشكل الإيماني الراقي وألا تغلب عليهن النظرة المادية والمنظرة والرغبة في السفر للخارج، حتى تقول لأصحابها إنها سافرت إلى أوروبا في شهر العسل، خاتمًا حديثه بأن السفر إلى الله أفضل وثوابه أكبر، مؤكداً أن من يبدأ حياته بالسفر لله، سيوفقه الله في كل كبيرة وصغيرة وستكون حياتهما إلى الطاعات أقرب وإلى حب الله والرغبة في رضاه، فما أجملها من حياة. وفي حكاية ثالثة .. أعلن ديفيد هاسكي وهو ضابط سابق في الجيش الأميركي عام 1973 إسلامه، لكنه لم يظفر بأداء الحج إلا هذا العام. ويضع اعتناق دين جديد الإنسان في مواجهة دائمة مع عائلته وأصدقائه وجيرانه، مما يشكل ضغطا يجعل ردة فعل المرء تختلف بين مصادم لبيئته السابقة ومندمج فيها. وحسب تقرير للشرق الاوسط ، ديفيد هاسكي، البالغ من العمر 58 عاما، يؤدي حجته الأولى رغم اعتناقه الإسلام في عمر الثامنة عشرة، بعد فترة مراهقة مليئة بالأسئلة والنقاشات مع والديه حول حقيقة بعض الأمور في المسيحية ومع قس كنيسة مدينتهم التي لم تتغيب عنها عائلته يوم أحد واحد. في سن السابعة عشرة سمع عن الإسلام بالصدفة عندما وصف أحد الموسيقيين الذين كان يتجول معهم في السبعينات الميلادية نفسه ب«مسلم»، فقرر القراءة عن الإسلام، وفي عام 1973 أعلن إسلامه ليدخل في صدام مع زوجته وأصدقائه. يقول هاسكي: «اعتنقت الإسلام في عام 1973، فلم تتقبل زوجتي الأمر ودخلنا في دوامة خلافات انتهت بالطلاق وحصولي على حق حضانة أطفالنا الثلاثة، وبعد مرور سنوات تزوجت من سيدة مسيحية لديها طفلان من زواج سابق فأصبح مجموع أبنائنا خمسة أطفال، فيما كنت المسلم الوحيد في الأسرة، واتفقت مع زوجتي على تربية أبنائنا على قيم الحق والعدل وترك الخيار لهم في اعتناق الدين». وأضاف ديفيد، الذي عمل في الجيش الأميركي «رئيس رقباء» لمدة 24 عاما: «كانت الحوارات الدينية في المنزل تجري بهدوء وود واحترام للآخر في كل الأوقات، وفي هذا العام الذي أؤدي فيه حجتي الأولى بعد تأجيلها ل40 عاما حرصا على تأدية واجبي تجاه أسرتي، وبعد مرور 30 عاما على زواجنا، أعلنت زوجتي بحمد الله إسلامها وبدأت ممارسة فريضة الصلاة والصوم بسرعة بحكم فهمها لهم بسبب زواجها من مسلم، كما شهد هذا العام أيضا إسلام ثلاثة من أبنائنا الخمسة عن يقين منهم واقتناع شخصي، وأتمنى أن يسلم الباقيان يوما ما، وسأظل والدهما حتى لو لم يسلما». ووجه رسالة للآباء قائلا: «أتمنى من الآباء الذين يغيرون ديانتهم ألا يكرهوا أبنائهم على اعتناقها، فالإيمان لا يكون بالإكراه، وخصوصا إخوتي حديثي الإسلام، الذين عليهم أن يحرصوا على أن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم، وعندها فقط، سيقتنع من حولهم بأن اعتناق الإسلام يجعل الإنسان يتحول إلى الأفضل».