نواصل حديثنا عن النسخ في الشرائع الأخري. فنقول وبالله التوفيق: المثال التاسع: تعظيم يوم السبت. في الباب الثالث والعشرين من إنجيل متي هكذا: "حينئذ خاطب يسوع الجموع وتلاميذه "2" قائلا جلس الكتبة والفريسيون علي كرسي موسي "3" فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه" فحكم بأن كل ما قالوه لكم أو فعلوه ولا شك أنهم يقولون بحفظ جميع الأحكام العملية للتوراة سيما الأبدية علي زعمهم وكلها منسوخة في الشريعة العيسوية. كما علمت مفصلة في أمثلة القسم الأول. فهذا الحكم منسوخ البتة. والعجب من علماء البروتستانت أنهم يوردون في رسائلهم هذه الآيات تغليطا لعوام أهل الإسلام مستدلين بها علي بطلان النسخ في التوراة. فيلزم أن يكونوا واجبي القتل لأنهم لا يعظمون السبت. وناقض تعظيمه علي حكم التوراة واجب القتل "الباب الحادي والثلاثين من سفر الخروج الآيات 13.14". المثال العاشر: الخلاص. في الآية السادسة والخمسين من الباب التاسع من إنجيل لوقا قول المسيح u هكذا: "إن ابن الإنسان لم يأت ليهلك أنفس الناس بل ليخلص" ومثله في إنجيل يوحنا في الآية السابعة عشر من الباب الثالث. وفي الآية السابعة والأربعين من الباب الثاني عشر. ووقع في الآية الثامنة من الباب الثاني من الرسالة الثانية إلي أهل تسالونيكي هكذا: "وحينئذ سيستلعن الأثيم الذي الرب يبيده بنفخة فمه ويبطله بظهوره" فالقول الثاني ناسخ للأول. وللحديث بقية.