نواصل حديثنا عن النسخ في الشرائع السابقة. فنقول وبالله التوفيق: المثال الرابع: الذبح في الباب السابع عشر من سفر اللاويين هكذا: 3 "أيما رجل من بني إسرائيل ذبح ثورا أو خروفا في المحلة أو خارجا عن المحلة 4 ولا يأتي بقربانه إلي باب قبة الزمان ليقربه قربانا فليحتسب علي ذلك الرجل دم من أنه أراق دماً ويهلك ذلك الرجل من شعبه". وفي الباب الثاني عشر من كتاب التثنية هكذا: 15 "فأما إن شئت أن تأكل وتستلذ بأكل اللحم فاذبح وكل بالبركة التي أعطاك الرب إلهاك في قراك.. إلخ.. 20 وإذا أوسع الرب إلهك تخوفك مثل ما قال لك وأردت أن تأكل اللحم ما تشتهيه نفسك 21 وكان بعيد المكان الذي اصطفاك الرب إلهاك ليكون اسمه هناك فاذبح من البقر والغنم الذي لك كما أمرتك وكل في قراك كما تريد 22 كما يؤكل من الظبي والأيل هكذا فتأكلون منها جميعا طاهرا أو غير طاهر" فنسخ حكم سفر اللاويين بحكم سفر التثنية. قال هورن في الصفحة 619 من المجلد الأول في تفسيره بعد نقل هذه الآيات هكذا: "في هذين الموضعين تناقض من الظاهر. لكن إذا لوحظ أن الشريعة الموسوية كانت تزاد وتنقص علي وفق حال بني إسرائيل وما كانت بحيث لا يمكن تبديلها فالتوجيه في غاية السهولة". ثم قال: "نسخ موسي في السنة الأربعين من هجرتهم قبل دخول فلسطين ذلك الحكم" أي حكم سفر اللاويين "بحكم سفر التثنية نسخا صريحا. وأمر أنه يجوز لهم بعد دخول فلسطين أن يذبحوا البقر والغنم في أي موضع شاؤوا ويأكلوا" انتهي ملخصا. فاعترف بنسخ الحكم المذكور. وأن الشريعة الموسوية كانت تزاد وتنقص علي وفق حال بني إسرائيل. فالعجب من أهل الكتاب أنهم يعترضون علي مثل هذه الزيادة والنقصان في شريعة أخري ويقولون: إنه مستلزم لجهل الله!!. المثال الخامس: خدام قبة العهد الآية 3. 23.30.35.39.43.46. من الباب الرابع من سفر العدد أن خدام قبة العهد لابد أن يكونوا أنقص من ثلاثين. وأزيد من خمسين سنة. وفي الآية 24. 25 من الباب الثامن من السفر المذكور أن لا يكونوا أنقص من خمس وعشرين وأزيد من خمسين سنة. وللحديث بقية.