التراث الإسلامي والتعامل معه واحدة من القضايا التي أثارها بعض من المتربصين للاسلام في هذا العصر ممن يحاولون الإساءة اليه استغلالا للظرف التاريخي وتوظيفاً له في تقديم طعنات متفرقة للاسلام من مخالب ماكرين لا صلة له بالاسلام الا الاسم وديانة البطاقة. ويبدون لكل متابع يقظ أنهم مخالب لأعداء الأمة يطعنون الاسلام بمظهر الغيرة عليه والحقيقة غير الخافية علي أحد أنهم يطعنون في الثوابت ويشوهون التراث وينالون من العلماء ويسعون للنيل من الاسلام من باب التراث الاسلامي وما فيه من جهد علماء الأمة المتراكم الذي يمثل ذخرا للأمة كلها. ولأننا لا نريد أن نواجههم بذات بذاءتهم ووقاحتهم فإننا نستغل احتفالات الأمة بذكري ميلاد الحبيب. صلي الله عليه وسلم. لنطرح علي علماء الأمة المخلصين أسئلة مخلصة لله ولدينه ولرسوله وللرسالة المحمدية علي العلماء الربانيين المخلصين درءاً للشبهة ومحاولة لتقديم علاج ناجع لإشكالية التراث والتعامل معه ومن لتنقية التراث؟ ومن يتعامل معه؟ ومن يحكم علي غثه من ثمينه؟وهل للجهال الأغبياء الوقحين المدعين من باب للتعامل معه؟ وهل هناك جهود مخلصة لتنقية التراث تقوم بها المؤسسات الدينية؟ والرد علي الوقاحات الفكرية التي يرمي بها الجهال التراث الاسلامي؟ بداية يؤكد الدكتور عبدالله عبدالعليم الصبان. أستاذ ورئيس قسم الحديث وعلوم السنة بكلية الدراسات الاسلامية للبنات بجامعة الأزهر بالزقازيق. أن تنقية التراث الإسلامي واحدة من أبرز مهام علماء الأزهر الشريف. وأن مئات رسائل الماجستير والدكتوراة في كافة الأقسام الشرعية والعلمية بجامعة الأزهر تقوم علي تحقيق كتب التراث وتنقيتها مما فيها من قضايا ربما تحتاج لمراجعة. أضاف: الحديث عن تنقية التراث الآن بكل أسف ليس حديثاً من مخلصين لهذا الدين وانما هو محاولات للنيل من الإسلام والمسلمين في شخص التراث هذه المرة. وهو جزء من سلسلة طويلة من الطعن في الثوابت .. مشيراً الي أن أي علم من العلوم في أي مكان علي وجه الأرض لا يعمل ولا يبحث فيه الا المتخصصون بينما يجري التعامل بشئ من الاباحية والوقاحة مع العلوم الاسلامية. وهذه المرة يتعامل بعض السفهاء مع التراث علي أنه صيد ثمين لا أهل له ولا صاحب وينهشون أعراض العلماء ويسبون الثوابت وينكرون أموراً معلومة من الدين بالضرورة كإنكار أهل الذكر ودورهم في توضيح الحقائق وتبصير عموم المسلمين بشئون دينهم . ويطعنون في علماء الأمة ويسبونهم بأقزح السباب دون رادي لهم أو يقظة من ضمير. وتوضح الدكتورة هدي درويش .أستاذ ورئيس قسم مقارنة الأديان بمعهد الدراسات الآسيوية بجامعة الزقازيق. أن الطعن في التراث الإسلامي وسيلة من الوسائل القديمة التي وظفت للطعن في الإسلام والرد عليها يجب أن يترفع عن الأسلوب المتدني للغاية الذي وصل اليه الحوار في هذه الأمور التي يجهل بها كثير من الناس. وتسبب جهلهم في إفساح مجال واسع للجهال لانتقاد التراث والعبث فيه والنيل من العلماء بإجحاف واضح وبجهل متعمد يثير الشك والريبة من جهد هؤلاء الجهال. قالت: المنهج العلمي يحتم علي كل من يعمل في علم من العلوم أن يكون علي قدر من التأسيس العلمي والدراية الكافية التي تسمح له قراءة العالم الملم بالثقافات المختلفة التي تبلغ مراده في تنقية التراث اذا اراد لكن ما يحدث يتنافي مع كل الآداب الإسلامية والأعراف العلمية ولا يمكن وصفه الا بأنه هجمة وقحة علي الاسلام يجب الرد عليها بطريقة علمية وعملية تبرز اهتمام الأزهر وشيخه بالتراث الاسلامي .. موضحة أنها تشرف علي عشرات الرسائل العلمية للماجستير والدكتوراة وأغلبها يقدم أعمالا علمية ترتبط بالتراث الاسلامي وكتب كبار العلماء وتحقيق الكتب والوقوف عليها بما يجدد طرحها ويفيد الأمة بها. لكن الأمر يحتاج لشئ من التنسيق وتجميع كل هذه الجهود وطرحها الكترونيا بما يفيد الأمة كلها بها. من جهته يؤكد الدكتور أبولبابة الطاهر.استاذ الحديث والرئيس الأسبق لجامعة الزيتونة. أن التراث الإسلامي جهد توارثته الأجيال يمثل تراكماً حضارياً ودينياً قلما تجد مثيله عن بقية الأمم. ورغم كل ما يحتويه من اجتهادات علمية بالغة الأهمية للأمة كلها الا أننا ينبغي أن نتعامل معه من منطلق كونه جهد بشري واجتهاد في اطار معطيات زمانه . وكل جهد بشري يؤخذ منه ويرد عدا رسول الله .صلي الله عليه وسلم.ولا يمكن بحال من الأحوال الأخذ بشئ من التراث يتعارض مع الثابتين الأصيلين اللذين يمثلان أصل مصادر التشريع والفقه الاسلامي وأصل الاسلام في كل مكان وزمان وهما القرآن والسنة . وتنقية التراث الاسلامي قضية حتمية لا جدال حولها والتنقية تكون من خلال العلماء باعادة عرض هذا التراث علي القرآن والسنة وما يتعارض معهما بلا شك لا يمكن الأخذ به. بين أن الاشكالية ليست في تنقية التراث وانما الأزمة فيمن يتعرضون للتراث بالنيل منه بقصد أو بغير قصد رغم أن التراث لا يجب أن يتعرض له الا الملم بكافة العلوم الشرعية واللغة العربية وقدر العلماء وينزلهم منازلهم ويكون طرحه طرحا مخلصا للدين ومن أهم الثوابت أيضا ان يكون حافظا للقرآن وملما بقدر وافر من الأحاديث النبوية وتخريجها والتاريخ الاسلامي وطبيعة كل مرحلة تاريخية من تاريخ الامة للالمام بظروف كل اجتهاد وعصر وطبيعة القضايا المثارة فيه وكل هذا يمكن المتعامل مع التراث باخلاص للوصول الي مبتغاه بما يخدم الدين الاسلامي.