عندما نقول الإنس فإننا نقصد كل الإنس. كل البشر. المؤمن والكافر. يقول سبحانه وتعالي للنبي صلي الله عليه وسلم: ¢وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتي يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه¢ والمقصود. لو أن كافراً استنجد بك فانجده حتي يطمئن ويسمع كلام الله. ويقول سبحانه وتعالي علي لسان نبيه أيضاً: ¢قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا فمن يجير الكافرين من عذاب أليم¢ والمقصود. لو حدث مكروه للنبي فمن ينقذ الكافرين من العذاب الأليم؟ من يخرجكم من الظلمات إلي النور؟ إن النبي رحمة للمؤمنين والمشركين معاً. وأية محاولة للتخلص منه هي تخلص من جهاز الإطفاء الذي ينقذكم من الحريق. لو كسرتم العمود الأساسي للبيت فكيف لا يُهدَم علي رؤوسكم؟ ويقول سبحانه وتعالي: ¢لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم¢ إن كل من يسمع مثل هذا الكلام لابد أن يحتفل بمولد النبي. نحتفل به رحمة بنا وحرصاً علي أنفسنا. يقول سبحانه وتعالي: ¢فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضُّوا من حولك فاعفُ عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر¢ إن هذا كلام الله. ورأي الله. وليس كلام متشيع أو رأياً له. هو كلام ورأي من خلق. لا من علم. يقول سبحانه وتعالي في صورة تساؤل استنكاري: ¢ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير¢ فالخالق عالم والعالم لا يُشترط أن يكون خالقاً. وللحديث بقية.