القضاة بشر.. والقانون مليء بالثغرات..والمحامون "الشطار" يعرفون كيف يستغلون هذه الثغرات.. وعندما يصدر القاضي حكمه فهو يتعامل بضميره مع أوراق ومستندات وأدلة وقرائن.. فهو عنوان الحق أمامه وليس عنوان الحقيقة.. لأن الحقيقة المطلقة لا يعلمها إلا الله وحده سبحانه وتعالي فهو الحكم العدل الحق.. سبحانه وتعالي!! أنا هنا ليس لي تعليق علي حكم القضاء الخاص ببراءة مبارك وأعوانه.. ولكن اكتب تلك المقدمة لأؤكد أن التاريخ لا يكتبه أحكام القضاء.. فهي أحكام مبنية علي قرائن وأدلة قد تكون حاضرة وقد تغيب.. وبناء علي قانون قد يكون متكاملاً وقد يكون مليئاً بالثقوب والثغرات والتاريخ حقيقة وواقع نعيشه لذلك فإن أحكام البراءة لا يمكن أن تلغي واقعاً عشناه مع مبارك وأعوانه.. واقع مليء بالفساد وغياب القانون.. واقع عشناه ولمسناه.. فلا يمكن أن يغيره حكم قضائي ولا مئات الأحكام القضائية!! ** المستشار الرشيدي صاحب الحكم التاريخي بالبراءة هو نفسه الذي أكد هذا المعني باشارته إلي أن القضاء لا شأن له بالسياسة.. بل أشار إلي حقيقة عشناها ولن ينساها تاريخ تلك الفترة وهي أن زمرة من المنتفعين وأصحاب المصالح والمتسلقين تقاتلوا علي ثروات مصر.. كما اتسمت تلك الفترة بتزييف الإرادة الشعبية واندثار التعليم واهدار الصحة وتجريف العقول بل أشار بوضوح إلي أنه ما كان يتناسب إجراء محاكمة جنائية لمبارك وأعوانه عملاًَ بقانون العقوبات واستبدال الأفعال الخاطئة في نطاق المسئولية السياسية وهي اشارة واضحة وملحة إلي ضرورة المحاكمة السياسية لمبارك وأعوانه. واعتقد أن المحاكمة السياسية والمحاكمة المجتمعية لمبارك وأعوانه الآن أصبحت ضرورة ملحة حتي نستطيع أن نحكم علي تلك الفترة حكماً حقيقياً وليس حكماً مبنياً علي براءة في وقائع أبعد ما تكون عن واقع عشناه ولمسناه.. وثارت مصر عليه..!! ** المحاكمة السياسية لمبارك وأعوانه يجب أن تتم الآن حتي نطوي صفحة الماضي بما فيه وما عليه وننطلق مع المستقبل الذي نأمله ونحلم به. النظام الحالي بعد 30 يونيو ليس مسئولاً عن كل ما حدث.. لأن هذه القضايا تم التحقيق فيها واحالتها للقضاء عام ..2011 كما أن القوي السياسية بل وكثير من شباب الثورة ارتضي بالمحاكمة الجنائية.. ولم يطالب بالمحاكمة السياسية إلا نفر قليل كان صوتهم أقل وأضعف وأوهن من المرحبين بالمحاكمة الجنائية الذين كانوا يعتقدون أن الإعدام سيكون الحكم.. فلما كانت البراءة كان غضبهم الكبير.. إلا أننا يجب أن نعي أن مثل هذا الحكم لن يكتب التاريخ أبداً ولن يكون عنواناً ولا حتي عنواناً فرعياً لثورتي 25 يناير و30 يونيه. واستطيع أن أؤكد علي ما قاله بيان الرئاسة. أن مصر 25 يناير و30 يونيه لن تعود أبداً إلي الوراء.. فماذا بعد ذلك؟ هل نبكي علي اللبن المسكوب؟ أبداً.. بل لابد من وضع أسس حقيقية تؤكد علي أن الثورة مستمرة وأن 25 يناير و30 يونيه ستكون واقعاً.. واعتقد أن الرئيس السيسي واضح في ذلك كل الوضوح وهو يسير معنا وأمامنا نحو مستقبل مصر الجديد وهو يبني معنا أسس مرحلة جديدة مبنية علي المساواة والعدل والحق. الخطوة الأولي هي الاستمرار في التقدم نحو مصر الجديدة التي نريدها مع السيسي وعدم النظر إلي الخلف.. وأن نتعلم ضرورة الاستفادة من هذه التجربة في محاربة الفساد من خلال القضاء علي الخلل التشريعي والثغرات القانونية التي يستغلها الفاسدون والمفسدون خاصة قانون الإجراءات الجنائية وأن نبدأ محاكمة سياسية عادلة وحقيقية لنظام مبارك الذي انتهي في 25 يناير.. ومحاكمة سياسية عادلة لنظام مرسي الذي أسقطته الإرادة الشعبية في 30 يونيه. المحاكمة السياسية لمبارك الذي حكم وافسد في سنوات حكمه الأخيرة والتي امتدت 30 عاماً.. لا تعني أن نتجاهل عاماً واحداً من حكم مرسي باسم جماعته والتي تحتاج إلي محاكمة سياسية ومجتمعية أيضا..!! هذه المحاكمات ستكون أساساً لانطلاق مسيرة مصر الحديثة التي نريدها قوية عزيزة قائمة علي المساواة والحرية والعدالة الاجتماعية والعدالة بكل معانيها.. وستكون أساساً لمواجهة أي فساد بأي شكل وأي لون..!! تعويض أسر الشهداء حق لابد من استكماله.. ولكن أولاً لابد أن نحدد من هو شهيد الثورة؟ تحية لأبناء زايد في عيدهم الوطني ** اليوم الثاني من ديسمبر.. عيد الإمارات الوطني ال43 ونحن نحتفل مع الإمارات العربية بعيدها لابد أن نقف إجلالاً وتقديراً لروح حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله. هذا الرجل الذي سبق بفطرته وحكمته الفطرية الزمن.. فعرف للوحدة والاتحاد قيمته... وعرف للعروبة والقومية مكانتها.. وعرف للعمل والتفاني والإخلاص قدره. كان صادقاً.. مخلصاً.. متفانياً فحقق الإنجازات الكبري وأهمها انجاز الاتحاد الذي صنع دولة تسابق الزمن لتكون واحدة من أفضل 12 دولة في العالم. تحية لأبناء زايد في يومهم الوطني الذي لا نقف فيه عند التحية والاحتفال بل عند الدروس التي يجب أن نتعلمها أيضا ولعل أهم هذه الدروس هو درس الوحدة والاتحاد بعد أن غابت عنا كعرب روح الوحدة والقومية العربية برغم أننا الأمة الوحيدة التي تملك كل مقومات الوحدة. الدرس الثاني هو تحديد الهوية وكيف ان الإمارات حددت خطواتها بين الأبيص أو الأسود وألغت اللون الرمادي وكل الألوان الباهتة فحسمت قرارها.. لذلك لم يكن قرارها مع مصر قراراً عاطفياً.. بل مدروساً وواقعياً ولصالح العرب كلهم بما فيهم مصر والامارات نفسها. اعتمدت الامارات علي الشباب.. والاهتمام بالتعليم والصحة وتمكين المرأة ونجحت في استشراف المستقبل فحملت بعلم ودراسة وتخطيط ومتابعة.. وانفقت مواردها بشكل علمي وفي مكانه الصحيح حتي نجحت في أن تجعل للامارات مكاناً حقيقياً متميزاً وسط دول العالم الكبار تحية وألف تحية لأبناء زايد في يومهم الوطني!!