الرحمة هي الرقة والعطف والمغفرة تجعل الإنسان يرق لآلام الخلق ويسعي لإزالتها لماذا؟ لأن المسلم رحيم القلب بطبعه يغيث الملهوف ويصنع المعروف ويعاون المحتاجين. ويعطف علي الفقراء والمحرومين ويمسح دموع اليتامي ويحسن إليهم.. وردت الرحمة في القرآن الكريم 268 مرة ولكن تأتي بمعان كثيرة حيث وردت بمعني الجنة بدليل قوله تعالي: "أولئك يرجون رحمة الله". كما وردت في القرآن أيضا بمعني النبوة الدليل "والله يختص برحمته من يشاء" ووردت بمعني القرآن "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا".. وجاءت بمعني المطر "وهو الذي يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته" وبمعني إجابة الدعاء "ذكر رحمة ربك عبده زكريا". ويقول النبي صلي الله عليه وسلم "لما خلق الله الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي" رواه البخاري ومسلم. وعن قتادة أنه قال: ذكر لنا أنه في الانجيل مكتوبا ابن آدم كما ترحم فلذلك ترحم وكيف ترجو أن يرحمك الله وأنت لا ترحم عباده". ما من نبي إلا وقد رعي الغنم قالوا يارسول وأنت قد رعيت؟ قال نعم. فأنا قد رعيت. نعم رعوا الأغنام فأصبحوا في مقدمة الأمم قال القائل: أنا مذنب أنا مخطئ أنا عاص هو عار هو راحم هو كافي قابلتهن ثلاثة بثلاثة وستغلبن أوصافه أوصافي إجابة علي سؤال ما الحكمة في أن كل نبي كان يرعي الغنم؟ نقول وبالله التوفيق: إن الله تعالي ابتلاهم علي البهائم أولاً حتي يظهر شفقتهم علي خلقه وهو أعلم بهم وإذا وجدهم مشفقين علي البهائم جعلهم أنبياء. وجعلهم مسلطين علي بني آدم في أمور دينهم فقد كان صلي الله عليه وسلم رحيما بالناس لينا معهم فالناس في حاجة إلي رعاية فائقة.. وإلي بشاشة سمعة وحلم لا يضيق بجهلهم وضعفهم ونقصهم وتحكي السيدة عائشة رضي الله عنها عن رحمة النبي صلي الله عليه وسلم فتقول: ما ضرب رسول الله صلي الله عليه وسلم بيده خادما له ولا امرأة رواه الإمام أحمد في مسنده. إن الله تعالي وصف نفسه بأنه الرحمن الرحيم بعد قوله الحمد لله رب العالمين ليكون هذا من باب الترغيب والترهيب كما في قوله تعالي نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الأليم" كما في قوله "إن ربك سريع العقاب وانه لغفور رحيم" فالرب ترهيب لكن الرحمن الرحيم ترغيب وفي الحديث الشريف الذي أخرجه الإمام مسلم "لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في جنته أحد. ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من رحمته أحد.