ليس ببعيد عن أنظارنا ما يحدث في سوريا والعراق من هجمة تترية تتخذ وسائل أيديولوجية في تحقيق أهدافها من تجزئة للأوطان وتخريب للعمران وتسعي جاهدة في تشويه صورة الإسلام واستغلال عبارات إسلامية واستخدامها في غير ما وضعت له. ولقد أراد الله لمصر أن تبقي عزيزة مصونة بإذنه تعالي ولكن الفتن تموج بصورة تجعل الحليم حيراناً ولئن كان فضل الله علي مصر أن أيدها بجيش عزيز عُرف جنده بالخير فلابد من قوة ناعمة تشد أزر الدولة من داخلها ومن بين هذه القوة الأزهر الشريف الذي حباه الله بإمام حكيم في أفعاله دقيق في أقواله بصير في دعوته قوي في حجته كما أن أئمة المساجد الذين يربو عددهم علي خمسين ألف إمام ليسوا ببعيدين عن هذه القوة بل هم لبنة قوية كبيرة في هذا الصد المنيع ولئن لم تكن هذه اللبنة قوية فإن الجدار سيضعف. إننا والحمد لله شعب يحب دينه ووطنه يؤذن المؤذن للصلاة من يوم الجمعة فلا تري في الطريق أحداً وتمتليء المساجد عن آخرها ويجلس المصلون لسماع خطبة الإمام التي قد تلهب المشاعر وتحرك العواطف لتصير وقود يدفع نحو البناء والإعمار إن خرجت من عقل واع بدينه مدرك لمجريات الأحداث وقد تكون وقود لهب يحرق ويخرب ويدمر إن خرجت من عقل مغلق وفكر متشدد لا يعرف من مقاصد الإسلام ولا من مصادر التشريع شيئاً يذكر ومن ثم كان لابد من إدراك دور الإمام في الحفاظ علي الأمن القومي وصد تلك الهجمات الشرسة نحو الدين والأوطان مثلما فعل العز بن عبدالسلام في صد هجمات التتار ولن يؤدي الإمام دوره المنوط به ما لم يشعر بأنه وسائر فئات المجتمع سواء بسواء في الحقوق والواجبات ويأتي دور المؤسسات والهيئات الرسمية في تدريب الأئمة والارتقاء بالمستوي الثقافي والمادي ليخرج الإمام بعقلية تستوعب الجميع وتفي بدورها في تقديم صورة الإسلام الصحيحة وتصبح كلمته وقوداً يدفع نحو البناء والعمل والإنتاج وسداً منيعاً للأفكار الدخيلة وجندياً محافظاً علي الأمن ووحدة البلاد ولتكن الحقيقة هدفاً نسعي جميعاً إليه والصراحة منهجاً في مواجهة مشكلاتنا إذ كيف يواجه الإمام مشكلات مجتمعه ويجلس في مسجده وهو لا يقدر علي تلبية احتياجات بيته ومتطلبات حياته إن منهم من شغله السعي علي قوته فلا وقت لديه ليعرف من داعش وما أفكارها إننا بحاجة إلي توجيه الاهتمام بعض الشيء بهذه الفئة التي نقف خلفها ونؤمن علي دعائها وننصت لقولها ونحتكم لآرائها فما تفعله الدولة في سنوات من أجل تغيير الأفكار وتعليم الناس قد تفعله هذه الفئة في لحظات في خطبة أو كلمة خرجت من إمام ثبت ثقة.