يعترف الإسلام بالعلماء لكنه لا يعترف برجال الدين. فليست هناك وساطة بين المسلم وربه. واحترام رجل الدين واجب مثل احترام أي شخص آخر. ولو أصاب رجل الدين قدرناه. ولو أصاب حصل علي أجر الاجتهاد. ولو ارتكب جريمة حاسبه القانون مثله مثل غيره. ولو تجاوز حدوده انصرف الناس عنه. وربما كانت محاسبة رجل الدين أشد من غيره فهو يضع نفسه في موضع الصدارة. ويُقدِّم نفسه كنموذج يُحتذَي به. لا يجوز التسامح معه فهو ليس حجة علي الدين وإنما الدين هو الحجة عليه. وخطأ رجل الدين لا يُنسَب إلي الدين وإنما يُنسَب لنفسه وحده. ولا يجوز اعتبار النقد الموجه إليه نقداً موجَّهاً لكافة المسلمين. فلا أحد يمثل أمة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم سوي رسول الله صلي الله عليه وسلم . والعظمة لله وحده. ونحن نقول في كل صلاة أكثر من مرة " سبحان ربي العظيم " ونقول أكثر من مرة "سبحان ربي الأعلي " والتعظيم هو بلوغ القدر وتعظيم الله في أن نطيعه وننفذ ما أمر به دون مناقشة ليكشف لنا الله الحكمة من وراء ذلك. يقول سبحانه وتعالي: ¢ والبُدْن جعلناها لكم من شعائر الله ¢ "والبُدْن " هي الدواب التي تحمل أمتعة الحجاج فقد أصبحت بلغة القرآن من شعائر الله. ويمكن أن تحل محلها في العصر الذي نحن فيه الطائرة أو السيارة أو الباخرة التي توصلنا إلي الحج. ويقول سبحانه وتعالي : ¢ إن الصفا والمروة من شعائر الله ¢ ويقول سبحانه وتعالي: ¢ ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوي القلوب ¢ وكأن الله أمرنا بتعظيم الحيوانات التي تحمل أمتعة الحجاج وأمرنا بتعظيم الصفا والمروة وهما جبلان صغيران. جماد داخل الحرم لا يزيد ارتفاع الواحد منهما عن 5 أرقام. الكعبة نفسها علينا تعظيمها رغم أنها حجارة وكذلك الحجر الأسود. إن من شعائر الله وضع اليد علي الحجر الأسود والتمسح به فهو من مناسك الحج. بعد الطواف بالكعبة. وبعد الحجر الأسود تكون الصلاة ركعتين عند مقام سيدنا إبراهيم وهو عبارة عن حجر عليه آثار أقدام سيدنا إبراهيم عندما كان يبني الكعبة. نصلي ركعتين تعظيماً له. ثم يكون السعي بين الصفا والمروة وهو المكان الذي سعت فيه السيدة هاجر ليشرب سيدنا إسماعيل. ثم جبل عرفات. وهو الآخر مجرد جماد نقف فيه ونأكل ونشرب ونصلي. ثم ننام في المزدلفة ونأخذ حصواً من الأرض. الكبير والصغير يفعل ذلك. والغني والفقير أيضاً. كل واحد يحصل بنفسه علي حجارته ليرجم بها الشيطان. وهو ثلاثة أعمدة خرسانية تشبه المسلات وهي أيضاً نوع من الجماد لكن علينا تعظيمها لأن الله أمرنا بذلك واعتبرنا من شعائره. هل نحن مجانين لنفعل ذلك؟! لو لم تكن هناك حكمة من وراء ذلك نكون مجانين. لو فعلنا ذلك بأنفسنا نكون مجانين. لكنه أمر من الله. يعرف الحكمة من ورائه. فلا يجوز أن نسأل عن هذه الحكمة. إن عرفنا الحكمة فعلنا وإن لم نعرف فعلنا أيضاً. وللحديث بقية إن شاء الله.