يقول الله تعالي "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلي كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا إسم الله في أيام معلومات" "سورة الحج: 27 28". إن الحج ركن عظيم من أركان الإسلام تهفوا اليه النفوس المؤمنة وتتشوق اليه القلوب المخلصة . وقد ثبتت فريضته بالكتاب والسنة وإجماع الأمة فلو أنكر فريضته إنسان حكم بكفره وارتداده عن الإسلام لانه من الفرائض التي علمت من الدين بالضرورة . وقد قال ابو هريرة رضي الله عنه خطبنا رسول الله صل الله عليه وسلم فقال "أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا" . وعن بن عباس رضي الله عنه أن الأقرع بن حابس سأل رسول الله فقال الحج في كل سنة أو مرة واحدة. فقال عليه الصلاة والسلام "بل مرة واحدة فمن زاد فتطوع". وقد نهي رسول الله صل الله عليه وسلم أن تستدين لحجك أو عمرتك . كما نهي ايضا عن تضيع الإنسان من يعول فإذا تحققت شروط الإستطاعة وجب علي المسلم رجلا أو إمرأة أن يبادر الي أداء الفريضة وعلي هذا حث رسول الله صل الله عليه وسلم فعن بن عباس أنه قال . قال صل الله عليه وسلم "من أراد الحج فليتعجل". واذا كان المسلم قادرا بماله ولكن عاجزا ببدنه لزمه ان ينيب شخصا يحج عنه ويعطيه نفقاته لسفره وإقامته حتي يعود . والاصل في ذلك ما رواه بن عباس أن إمرأة جاءت الي النبي تستفتيه فقالت يا رسول الله أدركت ابي شيخا كبيرا لا يستطيع ان يثبت علي الراحلة أفأحج عنه . قال "نعم". وعلي هذا يجوز للمرأة ان تحج عن الرجل حيا او ميتا. كما يجوز كذلك للرجل ان يحج عن المرأة ويجوز الحج عن الميت سواء أوصي بذلك او لم يوصي سواء كانت النيابة عن حجة الاسلام او نذره الذي لم يفي به حتي مات . فعن بن عباس قال سمع رسول الله صل الله عليه وسلم رجلا يقول لبيك عن شبرمة قال "ومن شبرمة" قال أخ لي . فقال "أحججت عن نفسك" قال "فحج عن نفسك ثم حج عن شبرمة". الشيخ إبراهيم البدري _ إمام الشباب بالإسكندرية