أخيرا رفعت وزارة الأوقاف رسميا لافتاتها علي مساجد أعرق الجمعيات الخيرية المصرية وهي مساجد الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة. وذلك من خلال رفعها للافتة الأوقاف علي المسجد التاريخي والرئيسي بشارع الجلاء برمسيس. الطريف أنه رغم رفع لافتة ¢وزارة الأوقاف¢ إلا أنه وفي ¢نظرة دبلوماسية¢ بعيدة المدي والإبقاء علي الود بين مسئولي الأوقاف بقيادة الدكتور محمد مختار جمعة. والجمعية الشرعية بقيادة الدكتور محمد المختار المهدي لم يتم الاكتفاء بالإبقاء علي الاسم الأصلي للمسجد فقط وهو مسجد الإمام محمود خطاب السبكي - مؤسس الجمعية الشرعية- وإنما تم الإبقاء علي لافتة كبري ومرتفعة باسم ¢الجمعية الشرعية¢ علي واجهة المسجد وكذلك لافتة أشهر مشروع تميزت به الجمعية الشرعية وهو مشروع ¢كفالة اليتيم¢ وذلك للتغلب علي أية آثار نفسية سلبية في نفوس المصلين ورواد هذا المسجد العريق ونحن علي أبواب شهر رمضان ومعروف عن هذا المسجد أنه من أنشط مساجد القاهرة دعويا وخيريا حتي أن صلاة التراويح فيه توقف حركة المرور في شارع الجلاء. عبر الشيخ مصطفي إسماعيل. الأمين العام للجمعية الشرعية. أن روح الود والتفاهم هي سيدة الموقف في علاقة الجمعية الشرعية بوزارة الأوقاف التي تربط وزيرها علاقة طيبة بقيادات الجمعية الشرعية منذ زمن بعيد حيث كان أحد قياداتها والمسئولين عن الدعوة فيها.. أشار الشيخ مصطفي الي انه تم الاتفاق بين الوزارة والجمعية الشرعية منذ شهر نوفمبر الماضي علي تنظيم أمور الدعوة ومعاهد إعداد الدعاة بالجمعية وكذلك امتدادا وتطويرا لبرتوكول تعاون قديم بين الدكتور فؤاد مخيمر الرئيس العام للجمعية والشرعية والدكتور محمود حمدي زقزوق. وزير الأوقاف السابق بأن مساجد الجمعية الشرعية سيكون الإشراف علي الصحن فقط والنشاط الدعوي فيها للأوقاف في حين تظل المشروعات الخيرية التي تقدم مساعداتها للأيتام والفقراء والمعاقين وطلاب العلم تابعة للجمعية الشرعية ذات التاريخ الطويل في هذا الميدان الخيري للمجتمع.. أوضح الشيخ مصطفي أن الاتفاق تم علي أن تقوم الجمعية بحصر علمائها من حملة الدكتوراة من جامعة الأزهر في علوم اللغة والشريعة وعرضه علي وزارة الأوقاف للسماح لهم بالتدريس في معاهد الجمعية وكذلك التزام الجمعية بتدريس العلوم الشرعية التي تحددها الوزارة وبالكتب التي تعتمدها أو الاستعانة بها مجانا من الوزارة ويكون الامتحان لطلاب المعاهد مركزيا بالوزارة. وأكد الشيخ مصطفي اسماعيل. ان الاتفاق تضمن ايضا التزام الجمعية الشرعية بإبعاد مساجدها عن الأعمال السياسية والالتزام بسياسة الأوقاف الدعوية وإخطار الوزارة بخطباء الجمعية الشرعية من خريجي الأزهر لإصدار تصريحات خطابه لهم والجمعية الشرعية ملتزمة بما تم توقيع الاتفاق عليه وخاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد وتتطلب وأد اي فتنة لمصلحة البلاد والعباد. الود والقانون من جانب آخر أكد الشيخ محمد عبدالرازق. وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد. أن قيادات الأوقاف تحمل في قلوبها كل حب وتقدير لقيادات الجمعية الشرعية التي تعترف بأن ضم مساجد كل الجمعيات - بما فيها الجمعية الشرعية - حق قانوني للأوقاف وليس استيلاء عنوة حيث ينص القانون علي أنها الجهة الوحيدة المشرفة علي الدعوة والمساجد في مصر وبالتالي فإنه لا يعاب عليها استردادها لحقوقها وتفعيل حقها القانوني. وأضاف أن الوزارة لديها خطة دعوية طموحة للنهوض بكل المساجد لجعلها علي أفضل ما يكون من الناحية الدعوية حيث يتم الاستعانة بكبار العلماء الأزهريين وتنظيم أنشطة دعوية متنوعة حتي يتم نشر الوعي الديني ومحاربة الأمية الدينية. وأنهي الشيخ محمد عبدالرازق كلامه بأن ضم مساجد الجمعية الشرعية للأوقاف لن يفسد علاقة الود والاحترام المتبادل خاصة أن الأدوار متكاملة والغاية واحدة في العمل الدعوي والخيري. مسجد الإمام محمود خطاب السبكي بالجلاء. تأسس منذ أكثر من نصف قرن علي يد مجموعة من رجال الجمعية الشرعية. وكان أول مسجد للجمعية الشرعية بالقاهرة علي شارع رئيسي وسط العاصمة. والأرض التي أقيم عليها كانت تابعة لوزارة الأوقاف. وفي عهد وزيرها الراحل الشيخ أحمد حسن الباقوري تم تخصيص هذه الأرض للجمعية الشرعية. وكان أول مسجد للجمعية الشرعية يبني به مئذنة بناءً علي طلب الشيخ الباقوري من الشيخ الإمام أمين خطاب. وبعد نشأته بعدة سنوات احتضن المسجد المقر الدائم للجمعية الشرعية الرئيسية. وشهد اجتماعات مجلس الإدارة والجمعية العمومية واختيار الأئمة. ومن اللافت للنظر أنه المسجد الوحيد الذي لا يتوسط رقعة سكنية معينة. لذا فإن رواده من القاصدين والساعين إليه الذين يفدون من مختلف المناطق بمصر. وهو المسجد الذي شرع منذ سنوات طويلة في إحياء ليالي رمضان بصلاة التراويح بقراءة جزء من القرآن يومياً ويأوي إليه آلاف المصلين في شهر رمضان لصلاة القيام والتهجد والاعتكاف. وعلي منبره تم الإعلان عن مشروعات الجمعية الشرعية الاجتماعية وعلي رأسها مشروع رعاية الطفل اليتيم. وذلك المنبر تناوب عليه الأئمة وكبار العلماء في خطب الجمعة والدروس المنتظمة التي كان لها الأثر الفعال في الساحة الإسلامية. كما أقيم بالمسجد أول معهد للدعوة بالجمعية الشرعية تحت مسمي "معهد الإمامة" سنة 1970م. ومازال المسجد يقوم بدوره ويتناوب علي منبره علماء الجمعية من هيئة علمائها وتعقد به يومياً لجنة للفتوي للإجابة علي تساؤلات الجماهير وبه معهد إعداد الدعاة للرجال والنساء ومعهد الدراسات التخصصية وتم نقل قيادة الجمعية الشرعية منه إلي الأميرية.