انظار العالم كله تتجه نحو البرازيل وهناك اهتمام غير عادي بهذه الدولة وما يجري فيها وعلي ارضها علي المستويات كافة سياسية واجتماعية وقبل كل ذلك الرياضية بمناسبة الدورة. المنتظرة لكأس العالم والتي تستضيفها العاصمة ريو دي جانيرو.. خلال الاسبوعين القادمين.. الاهتمام بالكرة وشئونها والمبالغة فيها امر طبيعي.. فهي مهووسة الجماهير.. لكن الرسائل السياسية لايمكن اغفالها.. أو العزف علي اوتارها.. لكن الملاحظ ان تجاهلا متعمدا تم ضبطه مع سبق الاصرار والترصد وهو الشأن الاسلامي في البرازيل.. ما هي الحكاية؟! الحكاية ببساطة انه وخلال الاسبوعين الماضيين تلقي العالم عدة رسائل بالغة الاهمية من البرازيل.. وللاسف لم ينتبه اليها احد.. أو لم يرد ان ينتبه - لا من المسلمين ولا من غيرهم.. غير المسلمين لديهم اعذارهم وفقا لاهدافهم وخططهم ومواقفهم من الاسلام كدين واتباعه في كل في مكان.. اما المسلمون فلا اعرف لهم اي عذر مقبول في تجاهل تلك الرسائل البرازيلية.. الملتحمة مع مناسبة عالمية مهمة جدا الشهر القادم.. ويتطلع اليها الجميع في شتي ارجاء الكرة الارضية بشغف وتشرئب كل الاعناق صوب البرازيل وما يحدث فيها.. امامنا الان ثلاث رسائل مهمة:پ الاولي دعوة شيخ الازهر لزيارة البرازيل والقاء كلمة في افتتاح بطولة كأس العالم واعتقد انها ستكون اول زيارة لشيخ ازهر الي البرازيل.. فقد تلقيپالامام الاكبر الدكتور أحمد الطيب. شيخ الأزهر. دعوة من ديلما روسيف. رئيسة البرازيل. لإلقاء كلمة عن السلام. وضرورة نبذ التعصب والعنف في العالم. خلال افتتاحية كأس العالم وتسلم شيخ الأزهر الدعوة رسميا من السيدپماركو برنداو. سفير البرازيل لدي القاهرة. والذي اعرب عن تقديره للدور الوطني الذي يقوم به الأزهر دعماً للسلام والاستقرار في العالم متباهيا بالحرية التي يعيشها المواطنون المسلمون في البرازيل. وانتشار المساجد والجمعيات الإسلامية. مقدرا اندماجهم في المجتمع البرازيلي. الثانيةپتكريم البرلمان البرازيليپالفيدرالي: .. حيث عقد البرلمان. جلسة خاصةپلتكريم الدين الإسلامي. ورموزه من الجالية المسلمة هناك.وكما قالپخالد رزق تقي الدين رئيس المجلس الأعلي للأئمة والشئون الإسلامية في البرازيل. أنهم "لبوا دعوة رئيس البرلمان الفيدرالي البرازيلي العام إنركي إدواردو ألفيس. لحضور جلسة لتكريم الدين الإسلامي ورموزه. بناء علي طلب تقدم به النائب في البرلمان بروتوجينيس كييروز". و"هذه الدعوة تقليد برازيلي سنوي. يتم بناء علي طلب يتقدم به لتكريم الجالية المسلمة المقيمة في البرازيل. وحضرها سفراء ورؤساء بعثات الدول الإسلامية والعربية. وممثلون عن الحكومة البرازيلية التنفيذية والتشريعية. وعدد من أبناء الجالية الإسلامية من مختلف أنحاء البرازيل. علي رأسهم مسئولي المجلس الأعلي للأئمة والشئون الإسلامية". حفلة التكريمپعقدت بقاعة الشرف "أوليسيس غيمارايس" بالبرلمان. وشهدتپعرضا عن سماحة الدين الإسلامي. وعمق الأواصر بينه وبين الشعب البرازيلي. وتجذر المسلمين في الكثير من ولايات الدولة. تقي الدين قالپخلال كلمته أن الإسلام جزء لا يتجزأ من العقيدة البرازيلية.. وأن: "تكريم الحكومة البرازيلية لهم. جاء لدورهم في المساهمة الحضارية بالبلاد. خاصة أن الدستور البرازيلي يكفل حرية ممارسة الشعائر الإسلامية. والدعوة إليها. ونشرها بكل الطرق السلمية". وأن "الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات وكذلك البلديات تساعد في فتح الآفاق وإعطاء المساحات المناسبة لممارسة هذا الدور. وكذلك مساعدة المؤسسات الإسلامية التي تريد بناء مساجد أو مدارس أو مراكز ثقافية بمنحها أرضا مجانية لإقامة مشاريعها عليها. وتسهيل حصولها علي التراخيص اللازمة. ومعافاتها أحيانا من الضرائب السنوية". "الجلسة تحدث فيها النائب بروتوجينيس كييروز. عبر في كلمته عن شكره وامتنانه للجالية المسلمة بالبرازيل. ووصفها بأنها ساهمت بشكل مباشر طيلة عقود في المشوار التنموي لبلاده. كما قرأ علي الحضور بعض معاني القرآن الكريم باللغة البرتغالية". وأشار إلي أن كييروز. تقدم بمشروع قانون لاعتماد تاريخ 12 مايو من كل عام كيوم رسمي وطني للاحتفال بالجالية المسلمة في البرازيل وتسميته "اليوم الوطني للإسلام". تقديراً واحتراماً للجاليات المسلمة التي تساهم وتشارك ومازالت في تشكيل البانوراما السياسي والاجتماعي والاقتصادي بالبرازيل.. اشار اليپ تنظيم احتفاليتين كبيرتين بولايتي ساوباولو وبارنا. وهما أكبر ولايات البرازيل التي تضم مسلمين. احتفالا باليوم لتكريم الجالية المسلمة هناك. والاحتفال باليوم الإسلامي فيهم.. يذكر أنه في 2010. أصدر برلمان ساوباولو قرارا باعتبار يوم 12 مايوپمن كل عام. يوما لتكريم الجالية المسلمة والإسلام في الولاية. وهو ما تبعته ولايته بارنا بعد ذلك بعامين في 2012. حينما أصدر برلمانها نفس القرار. ويقيم في البرازيل جالية مسلمة تقدر بمليوني نسمة . ينتشرون في أغلب الولايات. ويمثلهم 80 مؤسسة ومركزا إسلاميا. ويمتلكون أكثر من 100 مسجد ومصلي يعمل بها 60 شيخا وداعية. البرازيل عرفت الاسلام مبكرا مع البدايات الاولي لاكتشاف القارة الجنوبية.. تؤكد الدراسات التاريخية والجغرافية ان العلماء المسلمين كان لهم دور كبير في عملية اكتشاف البرازيل وكانوا من الطلائع التي وصلت فقد كانوا من بين المرشدينپالبحريين للقوي البرتغالية التي توجهت للاكتشاف وكان هؤلاء من المسلمين الموريسك من ابناء الاندلس.. الدراسات تؤكد ان كثيرا من علماء المسلمين في غرب افريقيا قد تم اقتيادهم ضمن قوافل العبيد التي توجهت الي البرازيل مطلع القرن الماضيپوكانت العادة المتبعة انه حينما يصل هؤلاء العبيد إلي أرض البرازيل يتم تعميدهم. ولكن المسلمين ظلوا محافظين علي إسلامهم. يمارسون شعائرهم الإسلامية خفية. ويحفظون صفحات من القرآن. وكان بينهم علماء ومشايخ. ظلوا يوجهونهم للتمسك بدينهم. وقد أقاموا داخل أكواخهم حلقات القرآن. ومجالس العلم. وكان نتيجة هذا التمسك القوي بالإسلام أن سمح لهم أسيادهم البرتغاليون بهامش من الحرية الدينية. هؤلاء العبيد كانوا أسري ملك داهومي الوثني. أسرهم في حروبه مع الدول الإسلامية وباعهم للبرتغاليين وكانوا في الغالب من قبائل داهومي. الهوسا. الفولاني. والذين يمثلون 31 % من السكان من أصول إسلامية. ونجح هؤلاء العلماءپفي الحفاظ علي علمهم وأسسوا جاليات إسلامية قوية ومنظمة من المستعبدين. ونجحوا في إدخال كثير من العبيد الآخرين في الإسلام. وكانت لهم المدارس الإسلامية والمساجد وشيء من الحرية الدينية. وكان يسميهم البرتغاليون بالمعلمين¢ وقد اكتسب المسلمونپتعاطف الكثير من المهاجرين باخلاقهمپواعمالهم في التجارةپومحاربتهم لنظام الرق وقد قاد المسلمون تمردا قوياپمع الزنوج كان له اثره الكبير ضد الرق ومحاربة العبودية التي كان يمارسها المستعمرون البرتغاليون.. وهناك ايضا عدد من المهاجرين من بلاد الشام والهند بالإضافة إلي البعض ممن اعتنق الإسلام. وكانت الدولة العثمانية قد عينت سفيرا لها في البرازيل ايام الامبراطورية العثمانية حتي انهم كانوا يطلقون علي اي مسلم أو عربي لفظ توركو وهي كلمة شائعة هناك.. وقد عرف المسلمون في البرازيل منذ البدايات الاولي بأنهم: "أناس متسامحين ثائرين لهم عزة نفس".. وقد ترسخت هذه النظرة عبر الاجيال ويمكن القول انه كان لها تإثيرها الكبير في المناعة البرازيلية الرسمية والشعبية في رفض اي محاولة للاستعداء ضد المسلمين من جانب القوي الدولية بما فيها الولاياتالمتحدةالامريكية.. ومما يذكر في هذا الصددپانه في أعقاب أحداث 11 سبتمبر الشهيرة. طلبت وزارة الخارجية الأمريكية من حكومة البرازيل النظر عن كثب إلي الطوائف الإسلامية. بحجة أنها قد تأوي مراكز للإرهاب. أجابت البرازيل أنها ستدافع عن جميع المواطنين البرازيليين بلا استثناء ضد أي تدخلات أجنبية.. لابد من الاشارة هنا الي ان رئيسة البرازيل ديلما روسيفپوفي اثناء الحملة علي الاسلام والمسلمين في الغرب وعرض الفيلم المسيء للنبي صلي الله عليه وسلمپانتقدت بشدة ومن علي منبر الاممالمتحدة وفي كلمة بلادها ظاهرة الخوف من الإسلام في الدول الغربية. واعقب ذلك منع عرض الفيلم و حظره علي اليوتيوب وتم الزام شركة جوجل بذلك تنفيذا لحكم قضائي.. قال القاضي جيلسون ديلجادو ميراندا إن القضية تضع حرية التعبير بجوار الحاجة إلي حماية أفراد ومجموعات من الناس من تصرفات ربما تحرض علي التمييز الديني.. لن تدرك اهمية وقيمة تكريم البرلمان البرازيلي لرموز الجالية الاسلاميةپهناك والثناء العطر علي دور المسلمين الحيوي في البلاد.. الا اذا عرفت ابعاد الحرب الشنيعة التي يتم شنها اناء الليل واطراف النهار في الغرب وامريكا وحتي افريقيا علي المسلمين ودينهم لا لشئ الا لكونهم مسلمين.. يذبحون ويقتلون لانهم يقولون ربي الله محمد رسول الله..پحملات اعلامية وحربية وعسكرية ومخططات ومؤمرات وخطط جهنمية علي كل صعيد لاشعال الفتن والمواجهات الطائفية والصراعات الاجتماعية والسياسية والباسها ثوب الدين وتوجيه اقذر وابشع الاتهامات للمسلمين فقط ولايشار الي اي احد متورط أو مشارك أو صانع للاحداث بدينه وقوميته الا المسلمين فقط.. واذا حاولت اجراء مسح بسيط و سريع لن تجد اي اشارة الي ديانة اخري في الصراع الدائر.. لن تقرأ متطرف مسيحي أو يهودي.. حتي اتباع العقائد الوثنية أو غير السملوية لا يشار اليهم ببوذيتهم او هندوسيتهم أو اي ملة ينتسبون اليها.. وهو ما يشير الي حالة الاستهداف المقصود والرغبة والاصرارعلي النيل من الاسلام كدين واتباعه من المسلمين.. لذلك اندهشت من التعتيم والتعمية الاعلامية حتي علي القنوات والوسائل الالكترونية في بلادنا الاسلامية للحدث البرازيلي والتكريم الرسمي للاسلام ورموزه.. صراحة وبصورة علنية بل وتوجيه المزيد من الشكر والاعتراف بالتقدير والامتنان.. حتي المؤسسة الدينية الرسمية أو الشعبية في بلادنا لم تهتم بالامر وتعطه ما يستحق من الحفاوة حتي ولو من باب الدعاية.. أو ابراز صورة حسنة في حق مسلمين في بلاد المهجر العتيدة.. مع ان مصر لها مراكز اسلامية حيوية وفاعلة في البرازيل.. منذ عقود طويلة.. واذكر ان الداعية الاكبر بلدياتي الدكتور عبد الله عبد الشكور رحمه الله وكان الوكيل الاول لوزارة الاوقاف لشئون الدعوة في العشرية الاخيرة للقرن الماضي وكان له دور واضح وبصمات مميزة في العمل والنشاط الاسلامي في البرازيل حيث قضي اكثر من سبعة عشر عاما رئيسا للمركز الاسلامي في ساوباولو.. وقد رايت بعيني حجم التقدير والاحترام والحبپمن القيادات الدينية في البرازيل لفضيلته ابان زياراتهم للقاهرة ومشاركاتهم في المؤتمر السنوي الذي كان يعقده المجلس الاعلي للشئون الاسلامية في القاهرة.. الثالثة: يوم الجمعة الماضية بدأ المجلس الأعلي للأئمة والشئون الإسلامية في البرازيل. نشاطا مهما.. دشنپحملة ¢اعرف الإسلام¢. للتعريف بالدين الإسلامي خلال فعاليات كأس العالم 2014. التي تنطلق خلال اسبوعين.. الحملة يقوم بها 21 مركزاً إسلامياً في عدة مدن في البرازيل. وسيتم توزيعپ8.2 مليون كتاب للتعريف بالدين الإسلامي بعشر لغات مختلفة هي ¢البرتغالية. الإسبانية. الإنجليزية. الألمانية. الإيطالية. الروسية. الصينية. الهولندية. العربية. والفرنسية في أكبر تظاهرة دعوية تشهدها تلك الدولة¢.. وتضم الخطة ¢صيانة المساجد في بعض المدن التي ستعقد فيها مباريات المونديال والتي تتواجد بها جاليات مسلمة. وإقامة ثلاث دورات تدريبية للمتطوعين للعمل في المشروع تشمل جنوب ووسط وشمال البرازيل¢ اذكر انه كان هناك تفكير مصريپمتصاعد واهتمام متزايد بالتجربة البرازيلية في فترات البحث عن مخرج ما للازمة الاقتصادية الخانقة والبحث عن حل مناسب لمواجهة الفقر وحل ازمة العشوائيات في مصر.. وكانت التجربة البرازيلية الاوفر حظا ومناسبة للوضع المصري وظروف المحروسة.. من بين عدة تجارب كانت تحت المجهر من القارات المختلفة منها علي سبيل المثال التجربة البلغارية في اوروبا.. والتجربة الماليزية في أسيا..پپ وكان هناك ترتيبات سياسية عليا لزيارة البرازيل وتعزيز التعاون الثنائي والافادة من التجارب والخبرات المتبادلة في القضايا المختلفة.. والسعي المصري كان يلقي ترحيبا قويا ومشاعر دافئة علي المستويين الرسمي والشعبي.. ارجو الا يقدم المسلمونپهذه المرة دليلا جديدا علي انهم تخصص الفرص الضائعة.. امامكم فرصة ذهبية لاظهار الوجه الحقيقي للاسلام والدفاع عن دينكم وازلة اثار العدوانات المتكررة.. وبيان حقيقة الصورة المشوهة سواء بايديكم أو بايدي غيركم.. كأس العالم امامكم والبرازيل تناديكم والارض خصبة ومهيأة والمسلمون هناك يعملون بجد ولهم رصيد هائل من الحبپوالحيوية والمشاركة الايجابية.. ادعموهم عسي ربكم ان يرحمكم..