* يسأل حسن الهواري من أسيوط: هل يباح شرعا وضع المصحف الكريم مع الميت عند دفنه؟ ** يجيب الشيخ حسن مخلوف مفتي الديار المصرية الأسبق: أجمع المسلمون علي وجوب تعظيم المصحف واحترامه وتوقيره وصيانته من كل دنس وقذر. حتي حكم الفقهاء بكفر من ألقي به في القاذورات ونصوا علي حرمة وضعه في الأماكن المهينة وحرمة كتابته بمادة نجسة وحرمة السفر به وقت الحرب إلي أرض العدو إذا خيف وقوعه في ايديهم وامتهانهم له وعلي حرمة اتخاذه كوسادة للنوم أو للاتكاء عليه وعلي حرمة الدخول به في بيت الخلاء كما افتي بذلك الإمام ابوعمرو بن الصلاح ومن تعظيمه تحريم مسه علي الحائض والنفساء والجنب والمحدث لقوله تعالي: "لا يمسه إلا المطهرون" علي القول بأن الضمير في قوله "لا يمسه" عائد إلي القرآن ويؤيده ما رواه حكيم بن حزام ان النبي صلي الله عليه وسلم قال: "لا تمس القرآن إلا وانت طاهر". وقال الإمام النووي الشافعي: يحرم علي المحدث مس المصحف وحمله سواء حمله بعلاقة أو في كمه أو علي رأسه وسواء مس نفس الأسطر أو ما بينها أو الحواشي أو الجلد فكل ذلك حرام ولا شبهة في ان جسم الميت يتحلل منه بعد الدفن قيح وصديد وسوائل نجسة ويصبح جيفة قذرة فإذا وضع المصحف معه تلحقه لا محالة هذه النجاسات وذلك محرم شرعا. وفي حاشية الدر قبيل باب الشهيد ان ابن الصلاح افتي بأنه لا يجوز ان يكتب علي الكفن يس والكهف ونحوهما خوفا من صديد الميت ثم قال انه لا يجوز تعريض الأسماء للنجاسة. ونقل عن الفتح انه تكره كتابة القرآن واسماء الله تعالي علي الدراهم وما يفرش ومع ذلك إلا لاحترام كتاب الله وخشية وطئة ونحوه مما فيه اهانة فالمنع هنا أي من الكتابة علي الكفن ثابت بالأولي وكذلك وضع المصحف في القبر مما يعرضه للنجاسة لا محالة.. والله أعلم.