** يقول احمد عبدالحميد عبدالمجيد مدرس - حدث قبل موته بتطريز كفنه ببعض آيات القرآن الكريم وبخاصة سورة يس ولم ينتظر الرجل أن ينفذ أولاده الوصية فقام هو بتطريز الكفن بسورة يس لتكون رحمة من عذاب القبر وعندما انتقل إلي جوار ربه رأي ابناوه ان يزيدوا في تكريمه فوضعوا مصحفا شريفا معه في نعشه ودفنوه معه في قبره بزعم انه سيكون أنيسا له في وحشته فهل يجوز دفن المصحف مع الميت؟ وكتابة القرآن الكريم علي كفنه؟ * يقول فضيلة الشيخ احمد جاد مدير عام أوقاف العبور: يجمع المسلمون علي وجوب تعظيم المصحف واحترامه وتوقيره وصيانته من كل دنس وقذارة حتي حكم الفقهاء بكفر من يلقي به في القاذورات ونصوا علي حرمة وضعه في الأماكن المهينة وحرمة كتابته بمادة نجسة وحرمة السفر به وقت الحرب إلي أرض العدو إذا خيف وقوعه في ايديهم وامتهانهم له وعلي حرمة اتخاذه كوسادة للنوم أو الاتكاء عليه وعلي حرمة الدخول به بيت الخلاء. ويضيف من تعظيم المصحف تحريم مسه علي الحائض والنفساء والجنب والمحدث لقوله تعالي: "لا يمسه إلا المطهرون ويؤيد ذلك ما روي عن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - "لا تمس القرآن إلا وانت طاهر". وقال الإمام النووي: يحرم علي المحدث غير الطاهر مس المصحف وحمله سواء الحمل باليد أو التعليق في قماش أو الحمل علي الرأس حتي حواشي المصحف الخالية من الكتابة وغلافه وما بين سطوره لا يجوز مسها لمن كان نجسا. ثم يتحدث الشيخ احمد جاد عن هذه القضية فيقول: لا شبهة في ان جسم الميت يتحلل منه بعد الدفن قيح وصديد وسوائل نجسة ويصبح جيفه قذرة فإذا وضع المصحف معه تلحقه لا محالة هذه النجاسات ولذلك لا يجوز شرعا ان يدفن المصحف مع الميت. وذهب بعض الفقهاء إلي أكثر من ذلك فقد أفتي الإمام أبوعمرو بن الصلاح بأنه لا تجوز كتابة الآيات القرآنية علي كفن الميت مثل يس والكهف خوفا من نجاسة تحلل الجسد وافتي ابن الصلاح ايضا بحرمة كتابة اسماء الله الحسني في الأماكن التي تتعرض للنجاسة وعلي ذلك فلا يجوز كتابة القرآن واسماء الله الحسني علي الدراهم وما يفرش علي الأرض من سجاد وغيره وذلك احتراما لكتاب الله وخشية المشي فوقه. ما الفائدة وينظر الشيه احمد رجب الششتاوي إمام وخطيب بأوقاف القليوبية للقضية من زاوية أخري وهي مدي استفادة الميت من كتابة الآيات القرآنية علي كفنه أو وجود مصحف إلي جواره في قبره ويري ان ذلك لن يغني عنه شيئا من العذاب والعبرة بما قدمه من أعمال صالحة في دنياه فهي رفيقة في قبره ان كان عمله صالحا وفهو المنجي له من العذاب اما ان يكون المرء عاصيا لله متجبرا علي الناس ولم يقرأ آية واحدة من كتاب الله في حياته ثم يأمر ورثته بدفن المصحف معه ليكون له أنيسا.. فذلك وهم باطل لا يغني عن الميت شيئا بل ربما يكون مصدرا لعذابه فوق ما قام به من أعمال ونحن لم نسمع علي مدي التاريخ الاسلامي ان أحدا من الصحابة أو التابعين أو أئمة الاسلام الذين تفانوا في خدمة القرآن الكريم بالحفظ والدرس والشرح والتحليل طوال حياتهم وتركوا لنا مؤلفات لا تعد ولا تحصي في علوم القرآن.. لم نسمع ان أحدا من هؤلاء أوصي بدفن المصحف أو تفسير للقرآن معه وإنما احتسبوا عملهم هذا خالصا عند الله عز وجل فسبقهم عملهم إلي الدار الآخرة وكان لهم شفيعا من عذاب القبر.