ستبقي الأصوات المصرية تحلق في أعالي السماء بأنغام قرآنية ممزوجة بالهواء النقي لكي تصل لكل الناس في بقاع الأرض. أمامنا اليوم شاب يبلغ من العمر 25 عاماً أتم حفظ القرآن الكريم وتجويده في سن متأخرة. منحه الله التميز في تقليد الأصوات المختلفة من عظماء قراء القرآن الكريم. هذا الشاب هو كريم حسني الحسيني عمر الطير مواليد 1989م محافظة بورسعيد حصل علي بكالوريوس تجارة من بورسعيد. كثر الحديث عنه في الآونة الأخيرة من جميع الفئات المختلفة التي تتعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي اليوتيوب وأصبحت محاكاته لكبار القراء في مصر هي حديث الناس. جمال صوته وعذوبته من أروع الأشياء التي تجذبك إليه بالإضافة إلي الوجه الملائكي الذي تملؤها علامات الإيمان بالله. كريم يبدي فرحته علي ما منحه الله من صوت جميل. ولكن عندما يفكر في مستقبله فيغلبه الحزن لأن المواهب المماثلة له ليس لها اهتمام بين المسئولين المعنيين في مصر. مما اضطره للسفر بموهبته إلي السعودية في 2013. فمعه نتعرف علي حكايته. 1⁄4 في البداية نود أن تحدثنا عن رحلتك مع القرآن الكريم؟ 1⁄41⁄4 اسمي كريم حسني الحسيني عمر الطير من محافظة بورسعيد مواليد عام 1989م والدي موظف بسيط في وزارة الاسكان وكان حافظاً لكتاب الله. كنت دائم ركوب الدراجة الخاصة به أثناء ذهابي للمدرسة كل صباح. وأنا جالس أمامه كان يقرأ القرآن الكريم بصوت جميل وأنا أستمع إليه جيداً. ومع مرور الأيام طلب مني أنا أردد معه ما يقرأه من القرآن الكريم وكنت أردد معه وأحاول أن يكون صوتي مثل والدي وفي مدرسة العصفوري في شارع أحمد عرابي بمدينة بورسعيد كنت معروفاً بين زملائي بجمال الصوت سواء في قراءة القرآن الكريم أو إلقاء الشعر أو مقدمة الإذاعة المدرسية. في ذلك المرحلة كانت حياتي تخلو من التقليد. وكانت تساعدني علي قراءة القرآن الكريم في الإذاعة أو قراءة الصحف أو الكلمات المدرسية ومقدمات الحفلات مُدرسة اللغة العربية بالمدرسة الفاضلة الأستاذة حكمت فهي أم ومعلمة ومثل أعلي ترك أثراً واضحاً في حياتي. بالإضافة إلي أنها كانت سبباً في تشكيل شخصيتي. وفي سن السابعة عشرة من عمري التحقت بدار لتحفيظ القرآن الكريم بمدينة بورسعيد تسمي دار مصعب بن عمير. ثم انتقلت إلي دار أخري أطلق عليها دار صهيب بن سنان وكان عمري تجاوز الثامنة عشرة أتممت فيها حفظ القرآن الكريم كاملاً بالإضافة إلي أحكامه التلاوة والتجويد وكان السبب في حفظي القرآن وختمه صديقي حسن عبدالمقصود. ثم التحقت بكلية التجارة ببورسعيد وكنت اقرأ القرآن الكريم بصوتي الطبيعي دون تقليد وكنت أجد من يثني علًْي من الطلاب ثم الأساتذة. "التقليد والمحاكاة" 1⁄4 إذا أردنا الحديث عن التقليد والمحاكاة بصفة عامة ماذا تقول؟ 1⁄41⁄4 التقليد هو سبب كثير من المخترعات في العالم. فالإنسان قلد الطيور في الطيران حتي طار. وحينما نأتي لكل نوع من أنواع الطيران نجد كل نوع منه تقليد النوع من الطيور أو الحشرات. كثير من المهارات البشرية لا تنتقل إلا بالتقليد في البداية. فقيادة السيارة والطائرة والسفينة وغيرها لا تعرف بمجرد قراءة تعليمات بل لابد من التدريب والتقليد للغير. الأطفال لا تنمو مهاراتهم إلا من خلال تقليد الكبار. ثم قد يتفوقون علي الكبار وتظهر مهاراتهم الإبداعية فيما بعد. كثير من القراء المشهورين الذين أعرفهم كانوا يقلدون قراء مشهورين في البداية ثم استقلوا بعد ذلك بقراءة خاصة. وأنا أعرف مجموعة منهم وأعرف من كانوا يقلدون بالاسم. وكثير منهم لا ينكر أنه كان يقلد غيره في بدايته بل كثير منهم كان يقلد أكثر من شخص ويتقن تقليده بصورة جيدة. وهذا في الأعم والأغلب ولا نستطيع الجزم بأنه يعم الكل إلا بالاستقراء. لكنه كثير. كما أنني تابعت هذا الأمر لعدد من الاخوة الذين أعرفهم من صغرهم فوجدت هذا الأمر ظاهراً. حيث كانوا يقلدون قراء مشهورين ثم استقلوا بأنفسهم بعد ذلك. ولو شئت لمثلت علي ذلك. والتقليد ليس عيباً في البداية بل هو ضرورة أحياناً للوصول للمهارة. والعيب هو الاستمرار علي التقليد وعدم التطوير. "التقليد" 1⁄4 ولكن هناك بعض العلماء يرفضون التقليد في قراءة القرآن تماماً؟ 1⁄41⁄4 سمعت أقوالاً من هذا القبيل ولكن الله سبحانه وتعالي أمرنا بترتيل القرآن الكريم ترتيلاً عند تلاوته في سورة المزمل "ورتل القرآن ترتيلا" وقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يمد قراءته بالقرآن الكريم كما في صحيح البخاري عن أنس أنه سئل عن قراءة رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: "كانت مداً ثم قرأ بسم الله. ويمد الرحمن. ويمد الرحيم". وفي الصحيحين عن عبدالله بن مغفل رضي الله عنه قال: "رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم فتح مكة علي ناقته يقرأ سورة الفتح ويرجع في قراءته". "تقليد القراء" 1⁄4 من اكتشف التقليد في كريم حسني؟ 1⁄41⁄4 حينما بدأت كنت لا أري في صوتي تقليداً لأحد من المقرئين العظماء. ولكن سرعان ما انتبهت فبدأت أستمع إلي فضيلة الشيخ الحصري جيداً وأركز في كبيرة وصغيرة في حركاته التي اتخيلها أمامي في طبقات صوته ونجحت بالفعل في تقليد الحصري. ثم بدأت أركز مع الشيخ محمد جبريل وأجعل ماتغني به صوتي. واستمتعت به آذان كل من سمعوني الشيخ البنا وكثير من الناس يشعرون بأنه الأقرب إلي قلبي. وأجهدني كثيراً تجويد الشيخ عبدالباسط فبعد أن قمت بتقليد الشيخ عبدالباسط لم أتمكن بعدها من تقليد باقي المشايخ فقررت عدم تقليد الشيخ عبدالباسط غير في الترتيل. والتقليد لا يعتمد عن حبك للشخصية من عدمه ولكن يعتمد علي الصوت الحسن. 1⁄4 كم قارئاً للقرآن الكريم تمكنت من تقليدهم؟ 1⁄41⁄4 السادة أصحاب الفضيلة الشيخ المنشاوي. والحصري والبنا وعبدالباسط عبدالصمد ومصطفي اسماعيل ومحمد رفعت والشيخ عبدالله عواد الجهني وعلي جابر. "أهمية الكتاتيب" 1⁄4 حدثنا عن أهمية الكتاتيب في تعليم وتدريس القرآن الكريم وأهمية الحاجة إلي عودتها مجدداً؟ 1⁄41⁄4 أتمني عودة الكتاتيب مجدداً لأنها خرجت كل القراء والعلماء العظماء. وذلك لأن الكتاب به طريقة حفظ جيدة. حيث كان يتم حفظ "لوح" ويتم قراءته وتسميعه علي الشيخ أو كما كان يطلق عليه "سيدنا" إضافة إلي استرجاع ما تم حفظه سابقاً حتي لا ينسي. هكذا كان النظام المتبع. فالحفظ في الصغر كالنقش علي الحجر. والحفظ في الكبر كالنقش علي الماء أي يمحي من الذاكرة سريعاً. 1⁄4 هل اشتركت في مسابقات خاصة بتقليد مشاهير القراء؟ 1⁄41⁄4 نعم اشتركت مرتين في مسابقة "المزمار الذهبي" في قناة الفجر الفضائية. 1⁄4 هل كرمت في مصر من أي جهة معنية بذلك؟ 1⁄41⁄4 محصلش.