الإشاعة: هي من الفعل شاع أي انتشر وذاع بين الناس. والإشاعة: هي خبر منقول متداول بين أفراد المجتمع. يتسمم غالبا بالغموض. مبني علي الظن والتخمين وليس علي جهة التثبت واليقين. وهدفه نشر البلبلة أو التشكيك في شخص أو جماعة أو دولة. وهي لاشك مرض اجتماعي مدمر وآفة قاتلة تنتشر بين الناس كانتشار النار في الهشيم وغالبا ما يضاف إليها كلما نقلت من شخص إلي آخر. وفي إطار محاربة الإسلام لانتشار الشائعات في المجتمعات اتخذت إجراءات وقائية احتزارية منها علي سبيل المثال: 1- الطلب ممن يسمع الإشاعة في أخيه أن يقدم حسن الظن به علي تصديق ما يشاع عنه. قال تعالي في سياق الحديث عن حادثه الإفك: "لولا إذا سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين" آية رقم 12 من سورة النور. وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم - يوما وهو ينظر إلي الكعبة: "ما أعظمك وأعظم حرمتك. والمؤمن أشد حرمة منك. دمه وماله وعرضه وأن لا نظن به إلا خيرا" رواه ابن ماجة. 2- ألا يتحدث من يسمع كلام الغير بكل ما سمع لقوله صلي الله عليه وسلم "كفي بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع رواه مسلم لأن ما يسمعه من الناس يحتمل أن يكون صدقا كما يحتمل أن يكون كذبا. وعليه أن يتثبت مما قيل له لقوله تعالي :"يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا..." آية رقم 6 من سورة الحجرات. وهذا التثبت المطلوب يكون بأحد أمرين: أولهما: طلب الدليل ممن يلقي الخبر وينشر الشائعة علي صدق قوله. وقديما قيل: آفة الأخبار رواتها وقال شوقي: والدعاوي إذا لم يقيموا... عليها ببينات أصحابها أدعياء ثانيهما: رد ما يشاع من أخبار وما ينتشر من أنباء إلي أصحاب الخبرة والمختصين لمعرفة مدي صدقه من كذبه قال تعالي: "وإذا جاءهم أمرمن الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلي الرسول وإلي أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلا" آية رقم 83 من سورة النساء. 3- اعتبار الناقل للإشاعة من الفاسقين حتي يتم التحقق من صدق كلامه فيما أخبر به قال تعالي :".... إن جاءكم فاسق بنبإ..." آية رقم 6 من سورة الحجرات 4- التفكير فيما تؤول إليه الأمور وتصل إليه الأحداث من جراء القيام بنقل هذه الأخبار غير الموثقة وتلك الإشاعات المغرضة علي المجتمع وما تتسبب عنه من أضرار وذلك قبل التفكير في نقلها والخوض فيها قال تعالي: "...أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين" نفس الآية السابقة. فإذا ما سار المجتمع علي هدي من هذه التعاليم الإسلامية واجتنبوا المحاذير التي نهوا عنها عاش المجتمع آمنا مطمئنا من هذا الوباءالخطير والشر المستطير.