* يسأل عبدالباسط الصيرفي من الفيوم: هل يقبل الله سبحانه وتعالي توبة القاتل ويدخله الجنة؟ ** يقول د. محمد نجيب عوضين الأمين العام للمجلس الأعلي للشئون الاسلامية الأسبق: القتل جريمة بشعة حذر الله منها أشد التحذير وتوعد القاتل بالعذاب الشديد والعقاب الأليم فقال تعالي "ومن يقتل مؤمنا متعمد فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما". وقد ذكر الامام بن حزم انه لا ذنب عند الله عز وجل بعد الشرك به أكبر من أمرين: أحدهما تعمد ترك الصلاة حتي يخرج وقتها والثاني: قتل مؤمن أو مؤمنة عمدا بغير حق. كما اعتبر القرآن الكريم القتل من الجرائم الكبري وتوعد القاتل بأشد ألوان العذاب والعقاب فقد قال تعالي "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" ووصف عباد الرحمن بقوله "والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق آثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا" فقال: "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون". أما من ناحية توبة القاتل وقبولها فقد ذهب جانب من الصحابة والفقهاء إلي ان القاتل العمد لا توبة له ولا يطهره في الدنيا إلا تطبيق القصاص عليه وأمره في الآخرة من حيث توبته متروك لفضل الله سبحانه وذهب جمهور الفقهاء إلي أن توبة القاتل لو تمت بشروطها أي شروط التوبة فإنها توبة صحيحة وانها لو قبلت بفضل الله فإن القاتل لا يخلد في النار بل يعذب علي جريمته ويتوب الله عليه بمشيئته بعد استيفاء عذابه ويدخله الجنة ان كان من أهل الايمان.. وهذا بفضل الله وكرمه لا حقا وعدلا للتائب وعلي المرء أن يتجنب هذه الكبائر والمعاصي حتي ينجو من غضب الله وعقابه.