في البداية يقول الشيخ مشير السيد حبلص المفتش العام بديوان عام وزارة الأوقاف: النشاط الاجتماعي للمرأة ممكن أن نعرف أبعاده إذا ذكرنا أن قاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تشمل الرجال والنساء علي حد سواء.. وذلك ظاهر في قوله تعالي في سورة التوبة: "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض. يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله".. فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصلاة والزكاة وطاعة الله عز وجل ورسوله ليست حكراً علي أحد الجنسين. والزعم بأن المرأة تصلي وتزكي وتسكت في ميدان النصيحة زعم باطل. وأكد فضيلته: أن نشاط المرأة لا يجوز أن يكون علي حساب أسرتها وأن حق زوجها وولدها أسبق من شتي الحقوق الأخري.. وقد قرأت لوزيرة فرنسية وأخري إنجليزية أن عمل المرأة في بيتها هو رسالتها وهذا التفكير جيد. فإن منصب ربة البيت منصب كبير وهو في نظري يحتاج إلي مؤهلات رفيعة. وإنشاء الحياة وفق المقررات الإسلامية يتطلب حظوظاً مضاعفة من العلم والخبرة فكيف نوائم بين شتي الأوضاع والغايات وذلك ما يتطلب حسن التفكير والتنسيق. نصف المجتمع يقول الشيخ علي أبو صالح إمام وخطيب بأوقاف القليوبية: من البديهات التي لا يختلف الرأي فيها ولا تحتاج إلي أدلة عليها أن المجتمع إنما قام علي فردين: رجل وامرأة.. هكذا شاء الله.. هكذا أراد الله إذ خلق آدم وخلق حواء واستمر هذا النظام مع وجود المجتمع فالمرأة هي نصف المجتمع. وطاقة المجتمع "أي مجتمع" وقوته إنما هي بقدر عمل أفراده. وقوة كل عدده.. فلو تعطل نصف المجتمع عن العمل لكان ناتج هذا المجتمع هو نصف ما يجب أن يكون عليه.. وهذه كانت بديهية عقلية وحقيقة علمية. والإسلام.. وهو دين العزة والقوة والحياء والخلق.. عندما قرر للمرأة عملها حرصا علي توفير ما يحقق طبيعة أمر خلقتها.. فبداية أصل القرآن الكريم أصلاً هاماً للمرأة.. حيث قرر عدم تبعيتها للرجل في المسئولية. فكل منهما يتحمل تبعة عمله منفرداً.. إذ تقول آيات القرآن الكريم "ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً". وأمرت المرأة أن تشارك الرجل في بناء المجتمع والدولة.. فقرر لها الإسلام حق ولاية الأعمال التي تأمر فيها بالمعروف وتنهي عن المنكر وتطيع فيها الله ورسوله ولا شك أن هذه الأعمال التي ينطبق عليها هذا الأمر ليست في قطاع دون سواه.. ليصبح بذلك من حقها تولي المناصب أياً كانت مادامت تقام فيها حدود الله. وتعمل فيها علي رفع كلمة الله عز وجل إلا في الحالات التي تحول دونها خصوصيتها كأنثي. هكذا قرر الله للمرأة حق مبايعة الرسول. وبالتالي حق مبايعة المرأة لكل من يعرض علي المجتمع أمر مبايعته. أندية للنساء ويضيف من ضمن ما استحدثه التقدم الحضاري في عصرنا ما يسمي ب "النوادي" ولقد كانت هذه النوادي في عصور الإسلام الأولي مقصورة علي اجتماع الرجال للعلم واجتماع النساء للتفقة في أمور دينهن ولم تظهر الأندية المختلفة إلا في عصورنا الحديثة. لذلك فإنه يجب للحفاظ علي حياء المرأة أن تفرض لها أندية خاصة تباشر فيها كل الأنشطة.. وهناك في الأندية الحالية ما يخصص للمرأة وقتاً محدداً لمزاولة نشاطها ورياضتها دون أن يقترب الرجال من هذا المكان. ويشير إلي أن الخدمات والأنشطة الاجتماعية للمرأة بمعني أدائها للخدمات العامة كالتمريض والعمل في الجمعيات الأهلية والخيرية كرعاية الطفولة وجمعيات النظافة.. وما إلي ذلك من خدمات عامة أمر يبيحه الإسلام بل يدعو إليه لأن المرأة شريكة للرجل في الأنشطة التي تتعلق بكيان المجتمع وسلامة أفراده وكما أن الرجل مطالب بألا يتقوقع حول نفسه ويعيش وحده. فكذلك المرأة لا ينبغي لها أن تشغل وقت فراغها بعد أدائها شئون بيتها ورعاية زوجها وأطفالها بالخوض في سير الناس.. بل عليها أن تشعر أن الواجب يقتضيها أن تساعد المحتاجين وترعي الأطفال اليتامي والمسنين والمعوقين الذين يحتاجون إلي مساعدة.. ونحن نعلم أن النساء في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم ومنهن المشتركات في المعارك بحمل الماء للسقي والتمريض. ويخلد التاريخ اسم الصحابية الجليلة السيدة "رفيدة". فقد كانت أول ممرضة في أيام الرسول الكريم. نشاط المرأة مباح بشرط أما فضيلة الشيخ أحمد جاد مدير عام بأوقاف القليوبية فيقول: النشاط الاجتماعي مباح للمرأة في حدود الآداب الإسلامية التي رسمتها الشريعة الإلهية شريعة الله عز وجل ومادام الاختلاط غير مريب.. وفي حدود الأدب والاحتشام وخدمة الفضائل والمحافظة علي العرض والأخلاق. فإن ذلك لا يمنعه الإسلام. وقد كانت المرأة في صدر الإسلام الأول تشارك في الجيوش وتضميد الجروح وسقي المصابين وتعليم الناس دينهم. كما يعلم الناس أن السيدة عائشة رضي الله عنها : روت عن النبي صلي الله عليه وسلم أحاديث كثيرة. وكثير من نساء النبي الكريم كن يعلِّمن دين الله للنساء والرجال معاً في مجتمع عفيف نظيف ونزيه. والمهم سلامة القصد وحسن النية. وطهارة السريرة. وحسن السيرة. ونقاء القلب والبعد عن الهواجس والوساوس.