يؤكد خبراء وعلماء التربية والاجتماع وعلم النفس والتنمية البشرية علي الأهمية الكبيرة لزيادة الجرعة الدينية في المدارس تأسيسا للطلاب من ابنائنا دينيا وتحصينا لهم ضد كل النزعات الدينية المتطرفة والمتشددة وكذلك في مواجهة المفرطين والمتسيبين ومن يخرجون علينا بآراء شاذة تطلب علمنة التعليم.واعربوا عن رفضهم الكامل لفكرة علمنة التعليم وتفريغه من التوجهات الدينية.. معتبرين ان حالة الفراغ التي سببتها عمليات التسطيح في تدريس التربية الدينية هي السبب الرئيس في التوجه والاستماع للمتشددين والافكار الخاطئة و المتشددة. وان تكثيف الجرعة الدينية في التعليم العام ضرورة تحصن الابناء ضد التطرف والتحلل والانحلال والافكار الشاذة. بداية تؤكد ليلي رجب خبيرة الشئون الاسرية والتربية أنه لكي نعالج المسالب يجب ان نعترف جميعا بالتقصير الذي يستوجب تشخيص مواطن الخلل ووضع العلاجات المناسبة للأزمة التي تعيشها مصر الآن خاصة ان اطفالنا يعيشون خللا كبيرا للغاية فيما يرتبط بالتربية الدينية والاعداد السليم لقصور التربية الدينية الاسلامية في المدارس والتعليم العام والخاص علي وجه العموم فضلا عن تخفيف مناهج الازهر مما تسبب في انتاج أطفال لديهم خواء ديني كبير ومعاناة من نقص حاد في الاعداد الديني والعقدي لأجيالنا الجديدة. أضافت: المرحلة الماضية والعقود المنقضية شهدت حالتين الاولي مرتبطة بالتعليم العام إذ تمت حالة من الخلخلة لمناهج التربية الدينية بشكل جعلها عديمة الفائدة وتسببت في حالة من التعطش المجتمعي والنفسي للمعلومات الدينية.. موضحة ان ذلك سر من اسرار الانتشار السريع للقنوات الدينية منذ بدايتها لأن الشاب يتخرج في الجامعة ولا يتعلم الكيفية الشرعية للاغتسال فحين يخبره به شيخ يبدو الأمر له علي انه اكتشاف وان من امامه عالم كبير علي الرغم من ان ذلك من المسلمات الاساسية الواجب معرفتها. وعلي ذلك فقس. وقالت خبيرة التنمية البشرية بسمه علي: لكي نقدم علاجا لكل ما اعوج يجب ان نقدم علاجا من الجذور من خلال التربية الدينية السليمة ونشر الدعوة الاسلامية الصحيحة من خلال اعادة النظر في مناهجنا في التربية الدينية للتلاميذ تربية دينية سليمة قائمة علي وسطية الاسلام التي هي اساس رسالة الأزهر الشريف التي ينثر أريجها في كل أرجاء الارض. أضافت: من يدعون الي علمنة التعليم جهال بمعني التعليم لأنه ان لم يتعلم الطفل دينه وايمانه وعقيدته في المدرسة فأين يتعلمه. وان لم يدرك ان عقيدته تحثه علي التعلم وان طلب العلم من الايمان وان رسوله الكريم صلي الله عليه وسلم قال:¢اطلبوا العلم ولو في الصين ¢. وقوله ايضا:¢من سلك طريقا يلتمس فيه علما فهو في سبيل الله حتي يرجع ¢.. وتساءلت أليس ذلك حث علي العلم والتعلم بالدين وللدنيا والآخرة. هل لو تمت علمنة التعليم سيدرك الاطفال اهميته علي هذه الشاكلة ومصر لن تنهض من كبوتها. ولن تواجه كل ما يتهددها من مخاطر الا بالتوحد والاتفاق علي أن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. وإن أدب الخلاف يجب ان يسود في علاج ما بيننا من اختلاف في الرأي ووجهات النظر. واعتبر أستاذ علوم التربية وطرق التدريس الدكتور السيد الجندي أن التعلم بالتدين من انجح سبل التعليم في العالم. وما فعلته الكتاتيب قديما. والتعليم الديني حديثا من ادل ما هو موجود علي ذلك. والعلم المنزوع من التدين والاخلاق علم منزوع الفضيلة محفوف بالمخاطر. أشار الي أن الشعب المصري متدين بالفطرة.ينفر من الغلو والتشدد.ويتأذي من الانحلال والتفريط. ويجب أن نقدم له الاسلام الوسطي المعتدل في المعاهد الدينية والمدارس العامة والجامعات والمدارس الخاصة المصرية والاجنبية واعتبر ان اسناد تدريس التربية الدينية لمعلمين ازهريين فكرة رائعة وتؤتي ثمارها سريعا والمضي فيها يقدم فوائد رائعة لجمعها بين اصالة التعليم ومعاصرته للتطور ويأتي بنتائج قيمة.. رافضا فكرة علمنة التعليم لأنها فكرة لا تتفق وهوية وطبيعة الشعب المصري الذي ينفر من كل شئ يتجاهل تدينه الفطري. بين ان حماية شبابنا من التطرف والانحلال يجب ان يبدأ من التعليم المحافظ المنضبط الذي يغذي الفكر الوسطي المعتدل حتي نقويه ضد كل التيارات والافكار الوافدة والضارة والغريبة علي مجتمعاتنا فما ظهر التطرف الفكري. والانحلال العقدي. وحتي الصيحات الشبابية الغريبة. والدعوات الاجتماعية الغريبه علي مجتمعاتنا الا بسبب تراجع التربية الدينية التي كانت تبدأ قديما من الكتاب الذي تربت فيه كل الاجيال العظيمة التي ترعرعت وكبرت في تلك البيئات السليمة اجتماعيا ودينيا وعقديا. حصانة للمجتمع اعتبر الدكتور اسلام عبدالله استاذ الاعلام بجامعة الازهر أن التعليم الملتزم دينيا حصانة للمجتمع ضد كل ما هو غريب وضد الانفتاح الالكتروني الكبير الذي نعيشه في كل ارجاء مصر وبدا للجميع صعوبة السيطرة علي مدخلات المعلومات لأبنائنا ولذا تبقي التربية الدينية حصانة داخلية ضد كل فكر خاطيئ يطرق باب عقله وتفكيره ايا كانت طريقته واسلوبه. قال: التحصين الداخلي والذاتي بالتربية الدينية مهم جدا لأبنائنا. ولذا وجب الرد علي هؤلاء المغيبين الذين يريدون تجريد مناهجنا من كل ما يرتبط بالدين وتقديم تعليم أجوف بلا روح إن ما حدث في مصر من ارتفاع اصوات متشددة وأخري مفرطة بسبب تلك التوجهات التي فرغت مناهجنا من التربية الاسلامية الصحيحة الوسطية. وأكد أن بناء المجتمعات الراقية والقوية ليبدأ من تربية الابناء وتعليمهم تعليما متميزا. ومصر لن يكتب لها النجاة من الفتن الا اذا أدركنا للدين قيمته وافسحنا المجال كاملا لدعاة الأزهر المعتبرين ليمارسوا دعوتهم في كل مكان حتي نحرر العقول والقلوب من التشدد والغلو والتطرف ونواجه دعوات التسيب والانحلال والتفريط والتغريب والعلمنة المتعمدة التي لا قدر الله لو افسح لها المجال لتسببت في طامة كبري علي مجتمعنا.