تعالوا نجعل من هذا اليوم فرصة لتجديد أواصر المحبة والتواصل. تعالوا نبدِّد الأحزان. تعالوا نزيل الخلافات بين الجميع. تعالوا ننبذ الفرقة والتناحر . ونعيد البسمة والفرحة إلي القلوب لكي ننعم جميعا بفرحة وبهجة العيد. أليس اليوم يوم عيد؟. الواجب علينا كمصريين في هذه الأيام واسعة الفضل عظيمة القدر أن نستحضر معني التضحية والفداء ببعديهما المادي والمعنوي وأن نتزاور ونتصالح. انطلاقا من الأخوة الوطنية والأخوة الإسلامية التي تربطنا برابطة التوحيد. الحج وعيد الأضحي لهما دلالات ومعان لايمكن لأي مصري ومصرية تجاهلها أو التقليل من فضائلها. أليس اسماعيل ابن الخليل ابراهيم من أم مصرية هي السيدة هاجر رضي الله عنها. تعالوا نستحضر إيمان وتضحيات ابن المصرية اسماعيل عليه السلام عندما رأي أبوه إبراهيم في المنام أن يذبحه فقال يا أبتي افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين. بل كان يواسي أباه وأمه تعالوا نستحضر تلك اللحظة العصيبة التي مر بها إبراهيم وابنه إسماعيل والمشهد الذي رسمه أحد الفصحاء. قال ابن المصرية لأبيه : يا أبتي سِنْ وحِدْ السكين وتِلِّنِي للجبين. واذبح بقلب قوي متين. فإذا بريت مني الأوداج وسال لك الدم الثجاج. احتسبني عند الله قرضا إذ جعل عليك ذلك فرضا. وارفع ثوبك عن دمي لئلا تراه الشفيقة أمي . واقرأ عليها سلامي وانقل لها كلامي. قل لها إن ابنك قد نقله مولاه وهو في غاية رضاه. إلي دار الخلد والنعيم. فكان هنا نعم البار وهناك نعم المقيم. فلما انتهت مقالته وأوصي اسماعيل وصيته. شده أبوه الخليل شدا وثيقا. وأضجعه إضجاعا رفيقا. وعندما هم بالسكين ليذبح ابنه المستكين اشرأبت الملائكة إلي ربها متضرعة وأقبلت الوحوش إلي المكان متسرعة. ووفدت إليه الطيور عاكفة. وأضحت الأرض والجبال راجفة. والسماء من فوقهما تعج. والأرض من تحتهما تضج كلهم يدعون الرب أن يرحم هذا الشيخ الكبير ويفدي هذا الفتي الصغير فاستجاب رب العالمين وناداه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم. هكذا يجزي الله الصابرين ويثيب المضحين. وعيد الأضحي يذكرنا بالتضحية والتنازل من أجل الوطن الغالي. فندعو الجميع ألا يقلبوا الأفراح أتراحا. بل حري بنا أن نتذوق روعة التكافل الاجتماعي عبر العديد من الإيجابيات التي تجسد وتفعل واقع العيد من حيث اعتبار الناس سواسية ومن ثم في التعايش كجسد واحد. في العيد يتسامح الجميع ويتصافح القريب والبعيد. ويتصالح الخصم مع خصمه. وينسي الناس ضغائنهم ويصلون أرحامهم ويعطف ميسورهم علي فقيرهم. لتبقي ذروة العيد خلال أيامه مكسوة بألوان الفرح وعظمة الممارسات الجميلة ذات الصلة بشتي الفضائل والمحاسن تعالوا نفرح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل مصر سعيدة فكأني أسمع روح الشهيد تنادي : مين قال إني في عيد أو إني حتي اليوم سعيد أنا عيدي يا ناس الحقيقي يوم أشوفك بجد