* يسأل علي أبو داود من البحيرة: شقيق زوجتي دعاني الي وليمة عرس ابنته ولكنني لم ألب دعوته لكن زوجتي عاتبتني علي عدم ذهابي فهل أنا مخطيء في تصرفي؟ ** يقول د.صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: جاء في سند الامام أحمد رحمه الله تعالي عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لما خطب علي فاطمة رضي الله عنها: "انه لابد للعرس من وليمة" وهذا يدل علي أن الوليمة في العرس مشروعة وان كان الفقهاء يختلفون في حكمها أهي واجبة أو مستحبة وذلك لأن الأمر الوارد بخصوصها هل يدل علي الوجوب أو يدل علي الاستحباب. لكننا نأخذ بالأيسر ونقول انها علي سبيل الاستحباب المؤكد لأن من يحضر وليمة العرس انما يحضر ليتأكد من الزواج الذي تم وان فلانا تزوج بفلانة. جاء في صحيحح مسلم عن سيدنا عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "اذا دعي أحدكم الي الوليمة فليأتها". وفي رواية اذا دعي أحدكم الي الوليمة فليجب. وهذا يؤكد لنا أن المستحب للمسلم اذا دعاه أحد الي وليمة عرس فعليه أن يجيب الداعي الي دعوته وذلك من باب تآلف القلوب ونشر المحبة والمودة بين الناس خاصة اذا كان بين الداعي والمدعو قرابة أو صلة وذلك مشروط بالا يترتب علي قبول الدعوة ارتكاب أمر محرم. وفي غير ذلك بأنه تستحب تلبية الدعوة والا كان الانسان مخطئا. الأعذار التي تبيح للانسان ألا يجيب الدعوة كثيرة ومنها: أن يكون الطعام محرما أو فيه شبهة محرم أو أن يكون الداعي قد خص الأغنياء بالدعوة دون الفقراء أو أن يكون بين المدعوين انسان يتأذي منه المدعو بحضوره أو لا يجوز للانسان أن يجالسه أو يكون القصد من الدعوة الي الوليمة أن يطعم الفم لتستحي العين أو أن يكون المكان معدا لارتكاب المعاصي كشرب الخمر ويجوز ذلك ولكن اذا كان في استطاعة المدعو أن يغير منكر. اذا حضر فالواجب عليه الحضور أما اذا لم يستطع تغيير المنكر وامتنع لهذا السبب فلا اثم عليه. ويستحب له أن يدعو الله عند انصرافه بقوله: اللهم اطعم من أطعمنا واسق من سقانا.