* يسأل م.ع.ب من دمياط: كلما ذهبت لزيارة شقيقتي في أيام رمضان أجدها تجلس مع بعض القريبات لنا وهن يغتبن القريبات فلما نصحتها غضبت مني فهل من حقي أن أقاطعها لهذا السبب؟ ** يقول د.صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: إن الصوم الحقيقي هو صوم الجوارح وليس معناه الامتناع عن الطعام والشراب فقط وإنما هو الامتناع عن كل ما يغضب الله عز وجل لأن شهر رمضان فرصة لتدريب النفس البشرية علي طاعة الله والالتزام بشرع الله عز وجل لمدة شهر كامل حتي إذا انتهي شهر رمضان كان الإنسان قد ترك كل المعاصي وحفظ لسانه وجوارحه من كل معصية لله عز وجل الآن المسلم حال صيامه ينبغي أن يكون متشبها بالملائكة الكرام الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. فعلي الإنسان أن يسمو بنفسه ومعيشته بالملائكة الكرام البررة وإلا فإن مخالفته لشرع الله حال صومه تجعله يشعر بالجوع والعطش وكأنه لم يصم لله يوما واحدا ما دام يغتاب الناس حال صومه وذلك لأن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "رب صائم ليس له من صيامه سوي الجوع والعطش". الصائم الذي يغتاب الناس حال صومه لا هم له من صيامه سوي الجوع والعطش كما قال سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم: ولا يطالب من يغتاب الناس بقضاء صومه مرة أخري وإن كان ثواب الصيام قد فقده وكأنه لم يصم ولم يستفد من الصيام سوي الجوع والعطش فقط لأن الغرض قد سقط عنه ولا إعادة عليه يؤكد هذا ما ثبت في كتب السنة أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم حينما علم أن فتاتين كادتا أن تموتا من شدة الجوع والعطش فما كان من سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم إلا أن طلب إحضار الفتاتين أمامه فلماحرضتا أحضر لهما إناءين وطلب من كل منهما أن تتقيأ فتقيأت كل منهما لحما ودما له رائحة كريهة فقال سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم للصحابة الكرام هاتان الجاريتان صامتا عما أحل الله وأفطرتا علي ما حرم الله عليهما ونري سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم بين لنا السبب فميا أصيبت به الجاريتان ولم يأمرهما بقضاء الصوم مرة أخري ولا تقاطع شقيقتك ولكن انصحها بمعروف.