* يسأل صلاح علي سعيد من الغربية: ما الحكمة من مشروعية صيام ستة أيام من شهر شوال؟ وما حكم صيام هذه الأيام؟ ** إن الله سبحانه وتعالي فرض علينا صيام شهر رمضان تخليدا لذكري نزول القرآن وصوم رمضان فرض عين علي كل بالغ عاقل قادر علي الصيام ولما كان الصوم الصحيح هو ما تعلق بالمعدة والجوارح وليس من أجل الامتناع عن الطعام والشراب والشهوة فحسب وإنما المطلوب تهذيب النفس البشرية الأمارة بالسوء ولن يتحقق ذلك إلا بالصوم الحقيقي لينال الإنسان الأجر الكامل عن صومه وإلا فإنه لن يستفيد من صومه سوي الجوع والعطش كما أخبر بذلك سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم فربما صام الإنسان وخالف آداب الصيام التي تنقص من درجات الصيام وهنا يأتي صوم ستة أيام من شهر شوال لتجبر الخلل الذي يقع من الإنسان حال صومه وهذه الأيام أشبه بالنوافل التي تعقب الفرائض ولهذا قال سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم: من صام رمضان واتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر كله. ولهذا فإن الفقهاء قد أجمعوا علي أن صيام ستة أيام ن شوال سنة مؤكدة بمعني أن فعلها كان له الثواب ومن تركها لا عقاب عليه. وما الحكم فيمن افطر أيام من رمضان هل يقضيها أولا أو يصوم ستة من شوال أولا وأيهما أولي؟ إن قضاء الإنسان ما فاته من أيام رمضان يكون أمرا واجبا بمعني أن من لم يقض ما عليه من رمضان يكون آثما بخلاف من ترك صيام ستة أيام ن شهر شوال لا يأثم بتركه الصيام لهذه الأيام ومن عليه قضاء عليه أن يقضي الدين الذي عليه أولا لأن أيام رمضان تكون دينا علي الإنسان وقضاء الدين واجب وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب بخلاف أيام شوال. ولا يجوز للإنسان أن يجمع بين قضاء رمضان وبين صيام ستة أيام من شوال لأن شهر رمضان يجب صيامه بخلاف هذه الأيام الستة فمن لم يستطع إلا القضاء لأيام رمضان فعليه أن يبدأ بها ثم يصوم ما تبقي من شوال.