** يسأل العاملون ببنك الدم بالمستشفي العام بشبين الكوم منوفية: ما الحكم الشرعي للتبرع بالدم من الجماهير بشكل منتظم ودوري لبنوك الدم. علماً بأننا نحتاج لتوفير الدم الآمن للمرضي وللحوادث والحالات الحرجة؟ ** ويجيب الشيخ رسمي عجلان من علماء الأزهر: من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ النفس. ولقد حرم الله تعالي الاعتداء علي أي إنسان. واعتبر جسده أمانة ائتمنه عليه. فلا يجوز لأحد أن يتصرف في جسده بما يسوءه أو يضره. حتي ولو كان هذا التصرف من الشخص نفسه. لأن إرادته وإن كانت تتعلق بشخصه إلا انها مقيدة بالحدود التي شرعها الله تعالي قال تعالي: "وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين". وقد حرمت جميع الأديان السماوية. والقوانين الوضعية إتلاف الأبدان. لأن صحة الأبدان مقدم علي صحة الأديان. المحافظة علي جميع أعضاء الجسد ومكوناته أمر شرعي. والدم سائل حيوي من مكونات الجسم. وهو ماء الحياة. فالتبرع بالدم إن كان لا يضر المتبرع ولا يؤثر علي صحته وحياته وعلمه وعمله. ويكون بقصد انقاذ إنسان آخر محتاج إليه. ويكون بدون مقابل أي ابتغاء مرضاة الله. فالمشرع لا يحرم ذلك بل يرخص فيه إن خلا من الأضرار. ويعده من باب إحياء النفس التي أمر الله بإحيائها ومن باب التضحية والشهامة والإيثار. قال تعالي: "من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" "المائدة: 32". وهذا من باب التعاون علي البر والتقوي. والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه. وأيضاً الدم عضو متجدد ودائم التغيير. وبناء علي ذلك فإن التبرع بالدم لا مانع منه شرعاً. والله أعلم.