مريم ابنة عمران. وهي القديسة الطاهرة أم المسيح عيسي عليه السلام. كرَّمها الله تعالي بذكرها في القرآن الكريم أربع وثلاثين مرة. ولم تُذكر أي امرأة أخري في العالم في القرآن كما ذُكرت السيدة مريم عليها السلام. فقد اصطفاها الله تعالي مرتين دون نساء العالمين. بعد أن اصطفاها وطهرها.. يقول تعالي : "وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك علي نساء العالمين"42" يامريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين"43"" آل عمران. وقد اختارها الله تعالي لتكون نظراً طهارتها المطلقة أُمّاً لنبي ورسول يولد بمعجزة خلقه الله مثل آدم حيث قال له كن فيكون فخلق بدون أب. يقول تعالي : "إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسي بن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين"45" ويكلّم الناس في المهد وكهلاً ومن الصالحين"46" قالت رب أني يكون لي ولد ولم يمسسني بشرى قال كذلك الله يخلُق ما يشاء إذا قضي أمراً فإنما يقول له كن فيكون"47" ويُعلِّمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل"48" ورسولاً إلي بني إسرائيل أنِّي قد جئتكم بآية من ربكم أنِّي أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله وأبريء الأكمه والأبرَصَ وأحيي الموتي بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدَّخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين"49" ومصدِّقاً لما بين يديّ من التوراة ولأُحل لكم بعض الذي حُرِّم عليكم وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون"50" إن الله ربي وربكم فأعبدوه هذا صراط مستقيم"51"" آل عمران. وقد بشَّر عيسي عليه السلام برسول الله صلي الله عليه وسلم وهو خاتم الرسل قال تعالي: "وإذا قال عيسي ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يديّ من التوراة ومُبشراً برسولي يأتي من بعدي اسمه أحمد" الصف:6. وقد هربت مريم بابنها عيسي إلي مصر سنيناً عديدة حتي لا يُقتل. وظلت فيها حتي بلغ سن الثلاثين عاد إلي مقرّ مولده ليحمل الرسالة مثله مثل باقي رُسُل اللَّه تعالي ويريهم معجزاته بأمر من الله ويلقي عليهم أوامر الله تعالي لهم ويبشِّرهم بالرسالة الخاتمة لمحمد صلي الله عليه وسلم فكل الأنبياء رسالتهم واحدة.. هذا. وقد اختصّ مريم عليها السلام بخصيصة لم تُختص بها امرأة غيرها وهو أن حملت سورة من القرآن الكريم اسم مريم عليها السلام فاستحقت مريم لفظ الطاهرة لأن الله اصطفاها دون نساء العالمين واستحقت حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم حيث قال: "أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد. وفاطمة بنت محمد. ومريم بنت عمران. وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون" رواه ابن عباس وأخرجه ابن حنبل. والطبراني والحاكم والسيوطي.