* يسأل كمال محمد النظامي من الدقهلية: حينما يشتد المطر يقول إمام مسجدنا سوف نجمع بين الصلاتين بسبب المطر فهل هذا يجوز؟ ** يقول صبري عبدالرءوف محمد الأستاذ بجامعة الأزهر: ذهب جمهور الفقهاء إلي أنه يجوز للمصلي أن يجمع بين الظهر والعصر جمع تقديم أو تأخير وبين المغرب والعشاء جمع تقديم أو تأخير فجمع التقديم معناه أن المصلي يؤدي صلاة الظهر والعصر في وقت صلاة الظهر وإذا أخر صلاة الظهر إلي وقت أداء صلاة العصر فهذا هو ما يسمي بجميع التأخير وكذا في المغرب والعشاء جاء في سنن أبي داود عن معاذ أن النبي صلي الله عليه وسلم كان في غزوة تبوك إذا زاغت الشمس قبل أن يرتحل جمع بين الظهر والعصر وإذا ارتحل قبل أن تزيع الشمس آخر الظهر حتي ينزل العصر وفي المغرب مثل ذلك إن غابت الشمس قبل أن يرتحل جمع بين المغرب والعشاء وإن ارتحل قبل أن تغيب الشمس آخر المغرب حتي ينزل للعشاء ثم نزل فجمع بينهما وهذا الحديث النبوي الشريف يؤكد لنا أنه يجوز للمصلي أن يجمع بين الصلاتين جمع تقديم أو جمع تأخير لثبوت ذلك من فعل سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم. ** لا خلاف بين فقهاء المالكية والشافعية والحنابلة في أن الجمع بين الصلاتين بسبب السفر أمر مشروع واتفقوا أيضا علي أن الجمع بين الصلاتين بسبب المطر مشروع أيضا لثبوت ذلك من قبل سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم جاء في صحيح البخاري أن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم جمع بين المغرب والعشاء في ليلة مطيرة. وهذا الحديث النبوي الشريف يؤكد أن هؤلاء الفقهاء الأجلاء وهم المالكية والشافعية والحنابلة قد اتفقوا علي أن الجمع بين المغرب والعشاء بسبب المطر لشدة الظلمة أما في الظهر والعصر فهذا محل اختلاف بينهم ولهذا نقول: يشترط في الجمع بين الصلاتين بسبب المطر أن تشتهد الظلمة وأن يكثر الوجل وأن يبل الثياب وهذه الرخصة لمن يؤدي الصلاة جماعة في المسجد لرفع الحرج عن المصلي أما من كان يصلي في البيت فإنه لا يجوز له أن يجمع بين الصلاتين بسبب المطر لأن من يذهب إلي المسجد يجد من المشقة والضرر ما لا يجده من يصلي في بيته وعلينا أن نتبع ولا يجوز لنا أن نبتدع.