للأسف. ثبت يقينا أن هناك الكثير منا - نحن المصريين- لا يحبون بلدهم. بل يكرهون هذا الوطن ويتفننون عمدا في تدميره. ليس فقط من خلال عمليات التخريب المباشرة. لكن من خلال اثارة الرأي العام. والتعمد علي طرح رؤاهم حول كل ما هو سيئ في هذا الوطن. الذي يترك انطباعا للكراهية لدي البعض. والإحباط لدي البعض الآخر. وكل يوم يمر يأكد لي أن من يتصدرون الساحة السياسية الآن سواء ممن في سدة الحكم أو من المعارضة. كارهون لمصر لما يفعلون من تصرفات ويتخذونه من قرارات. فلم يعد لدي الحكومة الحالية أية فكرة عن كيفية التعامل مع ما يحدث أو ايجاد حلول عملية للمشكلات السياسية والاقتصادية المتفاقمة. وفي المقابل المعارضة ليست بالقدر الكافي من الذكاء الذي يمكنها أن تحقق ما تصبو إليه. مع فقدانها ثقة المواطن المصري الذي كانت تراهن عليه بهرتلاتهم المتكررة. فهم يعتمدون فقط علي سياسة الصوت العالي لتحقيق مزيد من المكاسب السياسية. وبحسب المثل المصري "لا تعايرني ولا أعايرك. الهم طايلني وطايلك" عجزت الحكومة الحالية علي تحقيق أمال وطموحات المصريين. مما جعلهم يخرجون في ثورة أخري. عجزت أيضا المعارضة عن تقديم رؤية واضحة ومحددة لمستقبل البلاد. كل همها ارهاب المواطن واستثمار حالة القلق الذي تنتاب الشارع المصري. لتكسب تأييده وتبعده عن تأييد الجانب الآخر. ومع ادراك من يسمون أنفسهم بالمعارضة برموزها الحالية عدم قدرتهم علي تكوين إطار سياسي ينافس التيار الاسلامي المسيطر علي الحكم حاليا والمتوقع له أيضا السيطرة في المرحلة المقبلة لذلك. لم يعد لديها سوي محاولة كسب مزيد من الوقت لتحقق بعض المكاسب والتي لا تعدو كونها مصالح شخصية بعيدة كل البعد عن الصالح العام. وما بين الصراع بين جماعة الأخوان وما تطلق علي نفسها جبهة الانقاذ الوطني. سؤال يتبادر إلي ذهني. ألا توجد نقطة توافق واحدة نقف سويا عليها. لندعمها وتكون منطلقا لمصر الحقيقية. لماذا نقف دائما علي نقاط الخلاف؟! .. إذا لم توجد هذه النقطة المشتركة. فهذا لا يعني فقط ان بعضنا يكره مصرنا. بل كلنا يكره مصرنا!!!