إسحق: نزلت للشارع بعد خطاب الرئيس وسألت الناس: فهمتوا إيه؟ فلم يجب أحد سلطان: الجزء الأكبر مما قاله الرئيس اقتباس مما قاله البرادعي والمطالبون بالتغيير مبارك فى عيد العمال تحدي الرئيس المصري حسني مبارك في أول خطاب منذ عودته إلي القاهرة بعد خضوعه لعملية جراحية المعارضة أمس الخميس بأن تقدم برامجها السياسية وحذرها من أي «فوضي». وقال مبارك في خطاب بمناسبة عيد العمال: إن الانتخابات المقبلة بشقيها «الرئاسية والتشريعية» حرة ونزيهة وسيكون الشعب هو الحكم وكلمته هي الفيصل في صناديق الاقتراع. وأضاف: أقول لمن يرفعون الشعارات ويكتفون بالمزايدة إن ذلك لا يكفي لكسب ثقة الناخبين، وعليهم أن يجتهدوا لإقناع الشعب برؤي واضحة تطرح الحلول لمشكلاتنا. وأكد الرئيس المصري أنه متمسك باستكمال ما وعد به من إصلاحات سياسية ترسخ دعائم الديمقراطية وتدعم دور البرلمان والأحزاب وتعزز استقلال القضاء وتنأي بالدين عن السياسة. وأضاف: أتابع ما تموج به مصر من تفاعل نشط لقوي المجتمع، وأرحب به باعتباره ظاهرة صحية ودليلاً علي حيوية مجتمعنا، لكنني أتحسب من أن ينزلق البعض بهذا التفاعل إلي انفلات يعرض مصر وأبناءها لمخاطر الانتكاس. وفي الشق الخاص بمطالب العمال وأجورهم تجاهل الرئيس الحوار الدائر حول وضع حد أدني للأجور، وأشار إلي أن الدولة عملت علي زيادة الأجور عاماً بعد عام ليس من خلال قرارات إدارية تلتهمها زيادة الأسعار وإنما بجهود مستمرة لرفع إنتاجية العمال وجهود موازية للسيطرة علي غلاء الأسعار الوارد إلينا من الخارج، مؤكداً أن الأجور والرواتب زادت خلال السنوات الخمس الماضية بأكثر مما وعد برنامجه الانتخابي بتحقيقه في ست سنوات. وعلق القيادي البارز في حزب «التجمع» البدري فرغلي رئيس اتحاد المعاشات أن الرئيس لم يأت بأي جديد سوي أنه نجح في طمأنة المواطنين علي صحته وكان من المهم أن يتحدث الرئيس عن تعديلات سياسية وإصلاحات تحقق تطلعات جماهير الشعب، متابعاً أن كلام الرئيس عن قانون التأمينات والمعاشات المطروح حالياً يشير إلي أن هناك ثغرات فيه ويجب التروي قبل إصداره لأن أي خلل في مواد ذلك القانون سينعكس بالسلب علي ملايين المواطنين. وأضاف الخبير العمالي صابر بركات أن محاولة الرئيس استمالة العمل إلي جانبه لن تسفر عن شيء لأن كل ما قاله في خطابه لا يشعر به المواطن علي أرض الواقع، وما اعتدنا عليه أنه بمجرد حديث الرئيس عن الانحياز للعمال فمعني ذلك أن العمال سيعانون أشد المعاناة في المرحلة المقبلة، ولو كان الرئيس حريصاً فعلاً علي مصالحنا لأعلن فوراً عن حد أدني لأجور العمال في خطابه. وقال جورج إسحق منسق حركة كفاية :إذا كان الرئيس يتحدث عن كل تلك الرفاهية فلماذ لا يشعر بها الشعب؟! مستطرداً: نزلت للشارع بعد خطاب الرئيس وسألت الناس: فهمتوا إيه منه؟ فلم يجبني أحد وكأن الرئيس يتحدث عن دولة أخري غير مصر. وعن انتقاد الرئيس للحركات السياسية التي لا تقدم رؤي واضحة للتغيير قال: منذ متي يستمع النظام والحزب الوطني لأي صوت آخر بخلاف صوته؟ وإذا كان الرئيس قد نجح في تحقيق برنامجه الانتخابي فلم يشكو الناس ويمتلئ رصيف مجلس الشعب بالمحتجين يومياً؟! أما المحامي عصام سلطان عضو الجمعية الوطنية للتغيير فقد أكد أن الجزء الأكبر مما قاله الرئيس اقتباس مما قاله البرادعي والمطالبون بالتغيير ولا يجوز للرئيس أن يطلب من المطالبين بالتغيير برامجهم وكأن لسان حاله يقول: أنتم ليس لديكم برنامج وأنا أيضاً ليس لدي برنامج «لا تعايرني ولا أعايرك الهم طايلني وطايلك».