اتهم بعض المغرضين الإسلام بأنه ظلم المرأة. فلم تأخذ المراة حقها في الإسلام مثلها مثل الرجل الذي حصل علي كافة الحقوق في كل مجال في الحياة. بينما ظلت المرأة مهمشة. مهيضة الجناح. ليس لها كيان أو حق سواء في الحياة أو التعليم أو اختيار الزوج المناسب. أو العمل أو الحرية الدينية أو السياسية أو الميراث أو العمل.. الخ. بينما نادي أصحاب الدول المتقدمة في الشرق والغرب أن قوانينهم الوضعية قد سبقت الإسلام خاصة خلال القرن العشرين حيث صدرت عدة قوانين في أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية والدول التي ستدور في فلكهم والاتحاد السوفيتي السابق وكل الدول التي تدور في فلكه مارست فيها المرأة كافة الحريات سواء في الأحوال الشخصية أو الميراث أو الحقوق السياسية والدينية حتي انه في عام "1979م" أصدرت الأممالمتحدة "اتفاقية القضاء علي جميع أشكال التمييز ضد المرأة - ديسمبر 1979م" والتي كانت أعظم الاتفاقيات التي استمرت حتي هذا التاريخ لانصاف المرأة لتحصل علي مزيد من المساواة بالرجل.. وقد بدأ تنفيذ هذه الاتفاقية في ديسمبر "1981م" وفي فبراير عام "1990م" وصل عدد الموقعين عليها إلي مائة دولة "انظر: مجموعة الصكوك الدولية للأمم المتحدة A/45/38". وقد اشتملت هذه الاتفاقية علي ثلاثين مادة اشتملت علي المساواة بين الرجل والمرأة في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والاهتمام بالطفولة والأمومة والأسرة ومنع البغاء وجميع أشكال الاتجار بالمرأة وحقوق المرأة في التعليم والثقافة والعمل والمساواة بين الرجل والمرأة أمام القانون والقضاء علي التمييز ضد المرأة في كافة الأمور المتعلقة بالزواج والأسرة والملكية والحيازة.. الخ. هذا وقد سبقت الشريعة الإسلامية كل هذه الاتفاقيات وموادها منذ أربعة عشر قرنا كذلك سبقت كل الإجراءات القانونية التي اتخذتها كل هذه الدول منفردة أو مجتمعة بقوانينها المحلية أو الدولية لانصاف المرأة من الظلم والتأخر والاستغلال ففي آيات القرآن الكريم وهبها الله تعالي حق الحياة بعد أن كانت توءد قبل الإسلام يقول تعالي: "وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت" "التكوير - 8-9" كما منحها الإسلام حق المساواة مع الرجل. يقول تعالي: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم" "الحجرات - 13" وهنا نجد الآية موجهة إلي البشر كافة. كما تساوت المرأة مع الرجل في الثواب والعقاب فحينما يدعو المؤمنين والمؤمنات الله جل وعلا يقول تعالي: "ان في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب 190 الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلي جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار 191".. إلي قوله تعالي: "فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثي بعضكم من بعض "195" "آل عمران 190 - 195". ويقول تعالي أيضاً: "ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يُظلمون نقيراً" "النساء 124" وغيرها من الآيات الكريمة. كما تساوت المرأة مع الرجل في إقامة الحد عليهما في جرائم السرقة. القتل. الزنا والحرابة وغيرها فالمساواة بينهما في الجريمة الواحدة واجبة النفاذ. كذلك وضعت الحدود في الميراث. فبعد ان كانت المرأة تورث كمتاع يجتذبها ورثة المتوفي فيرمي ابن المتوفي عباءته علي زوجة أبيه فإن لم يكن ابنه تنتقل إلي أحد ورثته إلي أخيه أو ابن عمه.. أصبح للمرأة حق في الميراث بعد إلغاء هذا الظلم الذي كان يحدث في الجاهلية. وأصبح ميراثها مقننا حسب الشرع ودرجة القرابة من المتوفي. يقول تعالي: "للرجل نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون. مما قلّ منه أو كثر نصيباً مفروضاً" "النساء 7". كما أصبح للمرأة حق اختيار الزوج يؤكد ذلك حديث رسول الله - صلي الله عليه وسلم - الذي رواه عنه أبوهريرة: "لا تنكح الأيم حتي تُستأمر ولاتنكح البكر حتي تستأذن" "اخرجه البخاري ومسلم". كما أوصي - صلي الله عليه وسلم - بالأم وصية واجبة كذلك أوصي بالأخت والزوجة والابنة وأصبح للمرأة حق البيعة الدينية والسياسية لأول مرة لرسول الله - صلي الله عليه وسلم -. كما أصبح لها ذمة مالية مستقلة سواء من الميراث أو العمل أو التجارة كما احتفظت باسمها واسم أسرتها عكس المرأة في الدول الأخري. كما أصبح لها حق الوكالة والضمان. والبيع والشراء وممارسة العمل في الإطار المشروع دون حرج. كذلك أصبح لها حق التعليم والتعلم بما يعينها علي بناء أسرتها ومجتمعها وتفخر بذلك بلا حرج.. وبذلك سبق الإسلام كل ما نادت به الدول المتقدمة. والمنظمات الدولية بأكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان فلنفخر بديننا دائماً.