نواصل حديثنا عن رباط الخيل فنقول وبالله التوفيق: أما تفسير الآية الكريمة "وما النصر إلا من عند الله" فمعناها انه بعد القوة ورباط الخيل والقضية العادلة التي نكون فيها علي حق لا علي باطل وهذا يعلمه الله يكون النصر من عنده. فإن وجدنا سبحانه وتعالي في قوة ورباط خيل وعلي غير حق فلن ينصرنا.. ولو وجدنا في قوة ورباط خيل وعلي حق فسوف ينصرنا "فالله لا يظلم أحدا" وأحدا هنا تعني المسلم وغير المسلم وقد يهزم المؤمن اختبارا من الله سبحانه وتعالي ليبلوه.. أيشكر أم يكفر.. وقد يهزم المؤمن قصاصا.. وقد يهزم للتعلم.. لتكون الهزيمة درسا ينتصر به ويفيده في حياته.. كما حدث في موقعة أحد.. عندما أمر النبي صلي الله عليه وسلم الرماة بألا يغادروا أماكنهم مهما حدث فلما رأي الرماة ان المعركة ينقشع غبارها سال لعابهم علي الغنائم فتركوا أماكنهم مخالفين بذلك ما أمر به الرسول وانصرفوا إلي الغنائم وهم لم يكلفوا بجمعها فالتفت سيدنا خالد بن الوليد وكان يومها لم يدخل الإسلام بعد وهاجم المسلمين وهزمهم.. ومعني ذلك ان الاسلام انتصر يوم أحد وهزم المسلمون.. حتي انهم تدارسوا المعركة بعد انتهائها وقال قائلهم: ما سبب الهزيمة؟.. أجاب مجيبهم: ان سبب الهزيمة مخالفة أمر رسول الله وهو القائد.. هذا معني ان الاسلام انتصر لأن المسلمين هزموا للتعلم.. وبضدها تتميز الأشياء.. بمعني ماذا لو خالف المسلمون أمر القائد وهو النبي صلي الله عليه وسلم ثم انتصروا؟.. لاشك انها سوف تكون قاعدة: ان طاعة الرسول لا لزوم لها لأنهم خالفوه وانتصروا.