نواصل حديثنا عن رباط الخيل. فنقول وبالله التوفيق: هو الذي جعل الرسول عليه الصلاة والسلام يوم فتح مكة يأمر المسلمين عند الطواف بالبيت الحرام بأن يكشفوا سواعدهم وأن يرملوا "يجروا جرياً خفيفاً" ويقول لهم: "رحم الله أمرأ أراهم اليوم من نفسه قوة" رياط الخيل أن تعتز بقضيتك وتؤمن بها إلي درجة الخيلاء. إن الخيلاء ممقوتة إلا في الروح القتالية المرتفعة. لقد تصور المفسرون خطأ أن الخيل هنا هي الخيل التي نعرفها وقد راحوا يقيسون قوة المعدات الميكانيكية الحديثة بقوة الخيل "هورس باور" ليعطوا للآية تفسيراً عصرياً مناسباً. وربما كان أكبر دليل علي تفسيرنا هو ما جري في هزيمة يونيو وانتصار أكتوبر.. في الحالة الأولي كنا قوة بلا رباط خيل.. وفي الحالة الثانية كنا قوة برباط خيل.. في الحالة الثانية كان هناك سلاح وتدريب راق عليه وحالة معنوية مرتفعة وقضية نؤمن بها هي قضية تحرير سيناء من المحتل الإسرائيلي.. ويقول العسكريون تأكيداً لذلك: "عرق التدريب يوفر دماء كثيرة في المعركة" أما الروح المعنوية فيقول الله سبحانه وتعالي مخاطباً رسوله الكريم: "يا أيها النبي حرِّض المؤمنين علي القتال".. "إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفاً" فالروح المعنوية تجعل قوة الجندي بعشرة. وللحديث بقية