بالرغم من تصدر أزمة حزب النور وحالة الانقسام التي تضرب صفوفه المشهد السياسي والدعوي في مصر. الا أن ملف الاستعداد للانتخابات البرلمانية القادمة يظل هو الاهم والابرز خاصة مع الإعلان عن تشكل تحالفات احزاب اليسار والائتلافات الليبرالية التي أعلنت خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة في مواجهة احزاب التيار الإسلامي. ولعل أول تحرك حقيقي في اتجاه تشكيل تحالف من قوي إسلامية جاء بإعلان دعوة أهل السنة والجماعة وحزب السلامة والتنمية وحزب التوحيد العربي الاندماج في حزب سياسي واحد لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة. حيث تعهدت الكيانات الثلاث بتدشين التحالف الجديد ودعوة جميع القوي الإسلامية الأخري الي الانضمام للتحالف وفق مباديء وأسس واضحة. وأكد محمد السخاوي. وكيل مؤسسي حزب التوحيد العربي. أن الخطوات الفعلية لتنفيذ اتفاق التحالف الجديد بدأت من خلال اجتماعات عقدت لعمل لائحة النظام الداخلي للتحالف ولبحث كيفية مشاركته في الانتخابات المقبلة. موضحا ان التحالف لم يتشكل لمواجهة القوي الإسلامية الاخري سواء حزب الحرية والعدالة أو النور. وهدفنا هو اقامة حزب سياسي يسع جميع ابناء الوطن. وقال اننا حريصون علي أن تكون علاقات الاخوة الصادقة هي الاسس المتين الذي يجمع الاتجاهات الإسلامية بحيث تكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا. مبينا أن المنهج الذي نعتمد عليه هو التعاون وسياسة الباب المفتوح والتناصح لخدمة الوطن بلا اقصاء او صدام. لا شك أن حالة الغموض التي تحيط بمواقف القوي والأحزاب الإسلامية الاخري وتأخرها في الإعلان عن استعداداتها الانتخابية وعدم وجود اي بوادر عن تحركات لتشكيل تحالفات فيما بينها. قد دفعت الدكتور مجدي قرقر. الأمين العام لحزب العمل الجديد. الي التحذير من خطورة تدشين تحالفات سياسية يقتصر هدفها علي مواجهة التيارات الاخري- في اشارة واضحة لتحالفات القوي الليبرالية- مؤكدا ان التحالفات السياسية تصب في مصلحة الوطن والحالة السياسية المصرية اذا ابتعدت عن الاستقطاب السياسي وتشكلت علي برامج واضحة تسعي لتحقيقها علي أرض الواقع. واستنكر أن تقع القوي السياسية في ذات الخطأ مرة اخري بعقد تحالفات انتخابية تنتهي بمجرد انتهاء الانتخابات. وقال ان القوي الليبرالية التي اعلنت عن تحالفاتها لم تخفي أن هدفها مواجهة التيار الإسلامي في انتخابات مجلس الشعب القادمة. وشدد علي ضرورة تدشين تحالف سياسي عريض يضم جميع التيارات الإسلامية وكل القوي الوطنية الراغبة في التعاون والعمل مع التيار الإسلامي. مشيرا الي ان حزب العمل عكف خلال الفترة الماضية علي دراسة وتقييم الوضع السياسي وكيفية الاعداد الجيد لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بالتنسيق مع القوي الإسلامية. ومن ناحية اخري. قلل الدكتور طارق الزمر. المتحدث الاعلامي لحزب البناء والتنمية. من قوة التحالفات الليبرالية واليسارية. معتبرا أنها لا تملك اي مشروع حقيقي أو خطاب للتواصل مع الناس. وليس لديها معرفة جدية بمشكلات المواطنين لابتعادها عنهم. بينما أكد الدكتور نصر عبد السلام. رئيس حزب البناء والتنمية. أن هناك اتصالات وإجتماعات مستمرة تعقد بين الأحزاب الإسلامية للاستعداد للانتخابات البرلمانية القادمة. وقال ان الهدف من تلك الإجتماعات التي يشارك فيها احزاب البناء والتنمية. والحرية والعدالة والنور والأصالة والفضيلة. الوصول لرؤية كاملة لكيفية خوض تلك الانتخابات.ويكاد يكون من المرجح أن تداعيات الخلافات الداخلية التي احدثت انقسام داخل حزب النور القت بظلالها علي موقف الحزب من التحالفات الانتخابية. حيث نجد اتجاه يفضل التريث حتي انتهاء الازمة فضلا عن اتضاح شكل الانتخابات وهل ستكون بنظام القائمة 100% أم القائمة النسبية. ويري المهندس أشرف ثابت. عضو الهيئة العليا لحزب النور. ووكيل البرلمان السابق. أن الاتجاه الغالب داخل الحزب هو عدم التحالف مع أي قوي سياسية إسلامية كانت أم وطنية. مبينا أن الحزب سيخوض الانتخابات علي جميع المقاعد وبقوائم مستقلة.