* يقول ضياء السيد الجوهري - موظف بوزارة الإنتاج الحربي: أرجو من فضيلتكم إلقاء الضوء عن معجزة الإسراء والمعراج؟ لقد كان الإسراء والمعراج بعد البعثة النبوية. وقبل الهجرة بعام واحد. وفي ليلة السابع والعشرين من شهر رجب كما هو المشهور. ولقد ثبت الإسراء بصريح القرآن الكريم وفي قوله تعالي "سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير" وثبت الإسراء والمعراج معا بالأحاديث النبوية الصحيحة التي لا يتطرق إليها الضعف والوهن. وقد حاول بعض العلماء المحدثين أن يستدل علي إمكان الإسراء والمعراج أو يقرب إمكان وقوعه إلي الأذهان. بما وصل إليه العلم من مخترعات حديثة تطوي المسافات الشاسعة في زمن قليل كالطائرات النفاثة وغيرها. وكلنا لا نذهب مثل هذا المذهب. فإن هذه المخترعات الحديثة. مهما بلغت من عظمة - لها مقومات من الأسباب والمسببات. وكل شيء يقوم علي وجوده علي سبب معروف فهو أمر عادي لا غرابة فيه. والمعجزات التي اختص الله بها الرسل والأنبياء إنما هي أمور خارقة للعادة تدعو إلي العجب ولا تخضع فيما نعلم لسبب. وإذا ساغ لنا أن نتوسع في تفسير معني المعجزة فإنا نقول: إن معجزة الإسراء والمعراج كانت ولاتزال معجزة القرون والأجيال ومهما جد في الكون من عجائب المخترعات فهيهات ثم هيهات أن تدنو من تلكم المعجزات الخالدات. ومادمنا نحث المسلمين نؤمن بأن عيسي بن مريم عليه السلام كان يحيي الموتي بإذن الله ويبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله ونؤمن بأن الله سخر لسليمان الريح تحمله وتجري بأمره غدوها شهر ورواحها شهر. ونؤمن بغير ذلك من المعجزات لجميع المرسلين. فلماذا يصعب علينا بأن الإسراء والمعراج آية خالدة كرم الله بها خاتم الرسل والأنبياء؟ اللهم قد آمنا بك وبرسولك محمد. وآمنا بأن الإسراء والمعراج بالروح والجسد ولن يتزحزح عن نفوسنا هذا الإيمان إن شاء الله مادامت أرواحنا في أجسادنا. إن ذكري الإسراء والمعراج مشرقة عطرة. تحيي الإيمان في النفوس وتبعث في القلوب العظة والعبرة. رأي فيها النبي الكريم الآيات البينات وغمرته من الله فيوضات والرحمات.