* * يسأل محمد متولي عوض- الدقهلية: سمعنا أقوالا متعددة بخصوص ذكري الإسراء والمعراج نريد معرفة الحكمة الشرعية من ذكري الإسراء والمعراج؟ ** يجيب د. صبري عبدالرءوف - أستاذ الفقه بجامعة الأزهر: يقول تعالي "سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير". سبحانك ربنا أنت الذي أنزلت القرآن الكريم علي حبيبك وحبيبنا النبي العظيم وأسريت بالنبي الكريم من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصي وجعلت الإسراء آية وعبرة وأنزلت الآيات المبينات التي تحدثت عن الإسراء والمعراج. فكانت الآيات الأولي من سورة الإسراء تتحدث عن المسجد الأقصي وأنه مسري الرسول - صلي الله عليه وسلم - وفي سورة النجم نزلت آيات مبينات تتحدث عن المعراج وكيفية العروج إلي السماوات العليا فقلت وقولك الحق.. "والنجم إذا هوي ما ضل صاحبكم وما غوي وما ينطق عن الهوي إن هو إلاوحي يوحي علمه شديد القوي ذو مرة فاستوي وهو بالأفق الأعلي ثم دنا فتدلي فكان قاب قوسين أو أدني فأوحي إلي عبده ما أوحي ما كذب الفؤاد ما رأي أفتمارونه علي ما يري ولقد رآه نزلة أخري عند سدرة المنتهي عندها جنة المأوي إذ يغشي السدرة ما يغشي ما زاغ البصر وما طغي لقد رأي من آيات ربه الكبري" فهذه الآيات البينات من سورة النجم تؤكد لنا وضوح العروج إلي سدرة المنتهي إلي ما شاء الله عز وجل. ومن المتفق عليه أن الإسراء والمعراج كان لتثبيت قلب الرسول - صلي الله عليه وسلم - وأن الله معه. الإسراء والمعراج كان بمثابة تفريج لكرب الرسول - صلي الله عليه وسلم - خاصة بعد موت عمه أبوطالب وزوجته خديجة. وحيث اشتد الكرب والحزن بسيدنا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - رفعه الله إلي السماوات العلي حيث أراه من آياته الكبيرة ما لا يعد ولا يحصي وكأنه يقول له يا حبيبي يا محمد إن عارضك الأقوياء فإن قدرتي فوق قدرتهم وإن لم تتسع لك الأرض فإن مكانك فوق السماء لتحظي بالتكريم ونستطيع أن نأخذ الدروس من هذا الحديث وهو أن الله - عز وجل - مع المؤمنين وأن الكرب إذا اشتد هان وأنه - سبحانه وتعالي - سيجعل بعد العسر يسرا وأن الله - سبحانه وتعالي - ناصر جنده ومؤيد أتباعه ولن يخذل حزبه فياليت أن الإسلام لقن هذا الدرس وتعلم أن من كان مع الله فإن الله معه وصدق رب العالمين إذ يقول: "إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون" فكل من كان في ضيق فليصبر وليحتسب وسوف يفرج الله كربه ويزيل همه.