* يسأل محمود الإمام من دمياط: هل كان هناك من المهاجرين إلي المدينة من هاجر قبل ان يولد بمعني أنه هاجر وهو في بطن أمه؟ ** يجيب الشيخ عثمان ابراهيم عامر مدير الاعلام بمنطقة دمياط الأزهرية: حينما جهر الرسول - صلي الله عليه وسلم - بالدعوة إلي الله تعالي في مكة اشتد إيذاء المشركين له ولأصحابه. فنصح الرسول - صلي الله عليه وسلم - المسلمين المستضعفين بالهجرة إلي الحبشة أولا فهاجر بعضهم إليها في العام الخامس من البعثة. ولما جاء العام السادس ثارت شائعات بأن أهل مكة أسلموا فرجع من هاجر إلي مكة. ثم بان لهم كذب هذه الشائعة فعادوا في السنة السادسة إلي الحبشة في هجرة ثانية. وأما الرسول - صلي لله عليه وسلم - فقد هاجر وحده إلي الطائف "ثقيف" ولم يهاجر معه الصحابه. ولم يلق - صلي الله عليه وسلم - من الطائف ما يثلج صدره أو يريح نفسه ويطمئن فؤاده علي مسار الدعوة الإسلامية فعاد أدراجه إلي مكة. فهجرتا الحبشة كانتا للصحابة ليس معهم رسول الله - صلي الله عليه وسلم - وهجرة الطائف كانت للرسول - صلي الله عليه وسلم - وحده وقد كانت هجرة المدينة في السنة الثالثة عشرة للبعثة هي التي جمعت الأطراف كلها. فهاجر الرسول - صلي الله عليه وسلم - وهاجر المسلمون معه بل وهاجرت كل الطوائف الاجتماعية من الصحابة الرجل والمرأة والشاب والشيخ حتي الأجنة في بطون أمهاتها كان لها نصيب من الهجرة. فعن عروة بن الزبير عن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنها - قالت: حملت بعبد الله بن الزبير بمكة فخرجت وأنا متم فأتيت المدينة فنزلت بقباء فولدت بقباء ثم أتيت رسول الله - صلي الله عليه وسلم وكان أول مولود ولد في الإسلام ففرحوا به فرحاً شديداً لأنهم قيل لهم: إن اليهود قد سحرتكم فلا يولد لكم - رواه البخاري معني وأنا متم: أي أتممت مدة الحمل الغالبة وهي تسعة أشهر ومعني. وكان أول مولود ولد في الإسلام: أي في المدينة من المهاجرين. وعند مسلم في صحيحه: خرجت أسماء حين هاجرت وهي حبلي بعبدالله بن الزبير قالت: فقدمت قباء فنفست به ثم خرجت.... الحديث. ومعني ذلك كما يتضح من الروايتين السالفتين: أن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنها - كانت حاملا بعبدالله في رحلة الهجرة وأنها وضعته فور وصولها إلي المدينة بمدة يسيرة. وذكر الدينوري في المجالسة عن مصعب بن عثمان قال: قال عبدالله بن الزبير: هاجرت وأنا في بطن أمي! ص80 ج4 الاصابة في تمييز الصحابة لابن حجر. إذن فالهجرة إلي المدينة استوعبت كل طوائف المسلمين الاجتماعية: والكبير حتي الأجنة في بطون أمهاتها!!