بعد حادثة سيدة "التجمع".. تعرف على عقوبات محاولة الخطف والاغتصاب والتهديد بالقتل    أسعار العملات اليوم الجمعة 17-5-2024 مقابل الجنيه المصري بالبنوك    أسعار الدواجن اليوم الجمعة 17-5-2024 في الأسواق    أسعار الحديد اليوم الجمعة 17-5-2024 في أسواق محافظة المنيا    مراسل القاهرة الإخبارية: العدوان الإسرائيلي على رفح الفلسطينية يتصاعد    "حزب الله" يشن هجوما جويا على خيم مبيت جنود الجيش الإسرائيلي في جعتون    سرايا القدس تقصف تجمعين للاحتلال في جباليا    الخضري: لا بد من مشاركة شحاتة أساسيا مع الزمالك.. وأخشى من تسجيل نهضة بركان لهدف    مستقبل تشافي مع برشلونة في خطر.. الأجواء تشتعل    الأرصاد تحذر من ارتفاع الحرارة اليوم.. تجنبوا الشمس وارتدوا «كاب»    جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 thanwya في محافظة المنيا    أيمن صفوت يفوز بجائزة أفضل فيلم تسجيلي من مهرجان الفيمتو آرت بأكاديمية الفنون    مي عز الدين تحتفل بعيد ميلاد الزعيم عادل إمام على طريقتها الخاصة (فيديو)    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    محمد عبد الجليل: مباراة الأهلي والترجي ستكون مثل لعبة الشطرنج    تشكيل النصر والهلال المتوقع في الدوري السعودي.. الموعد والقنوات الناقلة    تركيا تجري محادثات مع بي.واي.دي وشيري لبناء مصنع للسيارات الكهربائية    أستراليا تفرض عقوبات على كيانات مرتبطة بتزويد روسيا بأسلحة كورية شمالية    «الأوقاف» تعلن افتتاح 12 مسجدا منها 7 إحلالا وتجديدا و5 صيانة وتطويرا    فرصة استثمارية واعدة    الفن المصرى «سلاح مقاومة» لدعم القضية الفلسطينية    موعد مباراة النصر والهلال والقنوات الناقلة في الدوري السعودي    احذر.. قلق الامتحانات الشديد يؤدي إلى حالة نفسية تؤثر على التركيز والتحصيل    تقنية غريبة قد تساعدك على العيش للأبد..كيف نجح الصينيون في تجميد المخ؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17-5-2024 في المنيا    سعر السمك البلطي في الأسواق اليوم    سيولة مرورية وسط كثافات محدودة بشوارع القاهرة والجيزة    حدث ليلا.. أمريكا تتخلى عن إسرائيل وتل أبيب في رعب بسبب مصر وولايات أمريكية مٌعرضة للغرق.. عاجل    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الجمعة 17 مايو 2024    استئناف الرحلات والأنشطة البحرية والغطس في الغردقة بعد تحسن الأحوال الجوية    دعاء تسهيل الامتحان.. «اللهم أجعل الصعب سهلا وافتح علينا فتوح العارفين»    يوسف زيدان: «تكوين» امتداد لمسيرة الطهطاوي ومحفوظ في مواجهة «حراس التناحة»    «قضايا اغتصاب واعتداء».. بسمة وهبة تفضح «أوبر» بالصوت والصورة (فيديو)    النواب الأمريكي يقر مشروع قانون يجبر بايدن على إمداد إسرائيل بالأسلحة دون انقطاع    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    بركات: الأهلي أفضل فنيا من الترجي.. والخطيب أسطورة    الخارجية الروسية: الأحاديث الغربية عن نية موسكو مهاجمة دول "الناتو" بعد أوكرانيا "سخيفة"    ملف يلا كورة.. موقف شيكابالا من النهائي.. رسائل الأهلي.. وشكاوى ضد الحكام    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو 2024    «رايحة فرح في نص الليل؟».. رد محامي سائق أوبر على واقعة فتاة التجمع    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    بعد اختفائه 12 يومًا.. العثور على جثة الطفل أدهم في بالوعة صرف بالإسكندرية    "كاميرا ترصد الجريمة".. تفاصيل تعدي شخص على آخرين بسلاح أبيض في الإسماعيلية    " بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» .. موضوع خطبة اليوم الجمعة    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    عاجل - واشنطن: مقترح القمة العربية قد يضر بجهود هزيمة حماس    شروط الحصول على المعاش المبكر للمتقاعدين 2024    كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة.. تفاصيل    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    كلمت طليقى من وراء زوجي.. هل علي ذنب؟ أمين الفتوى يجيب    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلي بمفاعل محطة الضبعة النووية    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المستشرق تشانديرو بودوروف ل "عقيدتي":
الإسلام دين مجني عليه.. والجناة كثيرون
نشر في عقيدتي يوم 08 - 05 - 2012

"الاعتراف بالحق فضيلة ونحن أخطأنا كثيراً في حق الإسلام والمسلمين "هكذا فاجأنا هذا الرجل ونحن نبدأ حوارنا معه.. هو الدكتور تشانديرو بودوروف رئيس قسم الدراسات الشرقية بجامعة بودابست وأحد أبرز المستشرقين الأوروبيين الذي عملوا علي تحليل ودراسة الإسلام والمسلمين في الزمن الحالي وأكد لنا الرجل في حوارنا معه أن الإسلام دين ظلم مرتين مرة من أعدائه ومرة من المسلمين أنفسهم عندما هرولوا وراء الغرب واستهوتهم الثقافة الغربية وظنوا أنه لا نجاة لهم من تخلفهم إلا باتباع التقاليد الغربية الحديثة وهو ما أدي بالتالي إلي وقوفهم في منتصف الطريق فلا هم نجحوا في استلهام أسباب النهضة الصناعية الغربية ولا هم تمسكوا بقيمهم الدينية التي كانت مؤهلة لإعادتهم من جديد للمشاركة في زخم الحضارة العالمية وهكذا تسببوا دون ان يدروا في تشويه صورة الإسلام وفي تغريب الأجيال الحديثة عن ثقافته الدينية.. والحقيقة أن الرجل قال كلاماً كثيراً يستحق التوقف عنده ونحن من جانبنا طرحنا آراءه دون أي تدخل منا عسي أن تجد من يقرأ ومن يسمع ومن يعمل علي التنفيذ والتفاصيل في السطور التالية:
الإسلام والغرب
* كيف تري صورة الإسلام في الغرب بعد ما يقرب من أحد عشر عاماً من احداث سبتمبر؟
** الواقع للأسف يؤكد أن النظرة للإسلام والمسلمين في الغرب مازالت سلبية للغاية فأغلب الأوروبيين يرون ان الإسلام عبارة عن دين يرتبط ارتباطاً لصيقا بالإرهاب وأن المسلمين عبارة عن إرهابيين وهذه هي رؤية السواد الأعظم من الأوروبيين والأمريكيين وفي رأيي الشخصي فإن هذه الصورة تسبب فيها الجهل المطبق لدي المواطن الغربي فالرأي العام الغربي بل وحتي نخبة المثقفين من الكتاب والصحفيين يجهلون كل شيء عن الإسلام ولهذا فإن تصحيح صورة الإسلام لابد أن يقوم بها الأكاديميون والمستعربون والمستشرقون فعلينا بجانب بحوثنا العلمية أن نحاول أن ننقل تفاصيل الحضارة الإسلامية وإسهاماتها في بناء الحضارة الغربية للرأي العام الغربي وللناس العاديين في أوروبا وأمريكا وإلي رجل الشارع الذي لا يفقه شيئاً عن الإسلام ولا اخفيك سراً أن رجل الشارع في أوروبا لا يكاد يفقه شيئاً عن هويته هو الشخصية فالحقيقة التي لابد ان نعترف بها ان معظم مواطني الغرب جاهلون ويكتفون بالثقافة المنقولة إليهم والمترتبطة دائماً بالحديث بمعني ان أحداث سبتمبر آلمتهم ولأن الزخم الإعلامي الذي رافق هذه الأحداث اتهم الإسلام والمسلمين بارتكابهم فإن كل مواطن في الغرب أصبحت لديه قناعة بأن الإسلام دين الإرهاب فهو لا يعرف شيئاً عن أحكام الجهاد في الإسلام علي سبيل المثال ولكن كلمة الجهاد ارتبطت في ذهنه بالإرهاب باختصار فنحن في حاجة لتكثيف الجهود لنشر حقائق الإسلام حتي نحقق التواصل المفقود بين الغرب المسيحي والشرق المسلم.
* وكيف تنقلون هذه القيم من وجهة نظرك؟
** بداية علينا تنظيم محاضرات نشرح من خلالها حقيقة الإسلام وبما أننا كمستعربين وباحثين غربيين فإن المواطن الذي سيحضر محاضراتنا سيحترم وجهة نظرنا وسيقتنع بها ولكن المشكلة ان المواطن الغربي لا يقبل علي ذلك النوع من المحاضرات الثقافة وكثيراً ما تري قاعات تلك المحاضرات خاوية تماماً ولهذا ففي رأيي علينا ان ننتهج سلوكاً آخر لتعريف المواطن الغربي بحقيقة الإسلام وكمواطن مجري أقول لك ان مواطني الغرب يسعون وراء الفنون ووراء القيم الجمالية لهذا فإن تقديم وعرض تلك الفنون سيساهم في توضيح جماليات الإسلام ويحضرني في هذا المجال حديث النبي صلي الله عليه وسلم "إن الله جميل يحب الجمال" ولهذا فعلينا وعلي العالم الإسلامي ان ننقل هذا الجمال لرجل الشارع في الغرب عن طريق المعارض التي تتناول الفن والتاريخ الإسلامي وبلاشك فإن تلك المعارض ستبهر المواطن الغربي وسيبحث هو بعد ذلك عن الإسلام ويقرأ عنه ليفاجأ بكذب المعلومات المشوهة التي تقدمها وسائل الإعلام الغربية عن ذلك الدين وبالتالي ستتغير وجهة نظره حيال الإسلام والمسلمين ولابد ان يعي المسلمون شيئاً مهما وهو ان المواطن الغربي جاهل للغاية بل لا أخفيك سراً إذا قلت إن المواطن الغربي جاهل حتي بهويته الدينية الشخصية وهذا يعني ضرورة بذل الجهد لتصحيح صورة الإسلام أمام مواطن لا يعنيه أي دين سماوي كان أو وضعي ويأخذ ثقافته من وسائل الإعلام والصحفيين في الغرب اكتفوا اليوم بنقل أحداث الجرائم ولا يقرأون ليعرفوا وهي أفة انتشرت بين كل صحفيي الغرب للأسف الشديد.
الفنون الإسلامية
* وما هي أبرز تلك الفنون الإسلامية التي من الممكن الاستفادة منها في ذلك الإطار؟
** أنا أري أن الخط العربي واللغة العربية بشكل عام تحتوي علي كثير من الفن الذي سيجذب في حالة الاهتمام به المواطن في الغرب مثقفاً كان أو رجل شارع والله تعالي نفسه اهتم بالكتابة حيث قال في سورة اقرأ: "اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم" وفي هذه الآيات البينات إشارة واضحة جدا إلي أهمية الكتابة والقراءة وهو ما يؤكد أن الدين الإسلامي يحث علي المعرفة كما جاء في القرآن الكريم: "وقل رب زدني علما" ولهذا لابد أن نعرض تلك الأفكار امام الآخر غير المسلم وأنا أعود وأذكر ان الفن الأصلي الحقيقي بين الفنون الإسلامية هو فن الخط فرغم تعدد الفنون الإسلامية فإن الخط يلعب دوراً مهما ليس فقط لقيمته الجمالية ولكن لأن الخط ينقل رسالة أخلاقية ورسالة دينية وقد تندهش إذا عرفت أن لوحات الخطوط العربية التي تحتوي علي آيات قرآنية واحاديث نبوية تنال اهتمام شريحة كبيرة من المواطنين في الغرب وأنا شخصيا زرت معارض كثيرة ولاحظت الاقبال علي تلك المعارض لدرجة أن كثيراً ممن يزرون تلك المعارض يقتنون لوحات الخط العربي وبالطبع فإن من يعجب بلوحة يعمل علي معرفة ترجمة معاني الآية التي تحتوي عليها وبهذا يكتشف بنفسه عظمة آيات القرآن الكريم ويجد قيماً حضارية في الإسلام لم تعرض عليه من قبل وليس كما تروج وسائل الإعلام الغربية ذات التوجهات المعادية للإسلام والمسلمين وبالطبع فإن وجهة نظره التي تغيرت للأفضل تجعله لا يشارك في أي عمل ضد الإسلام والمسلمين بل يكون عنصراً فعالاً في أي مكان يقصده يعرض صورة إيجابية حسنة عن الدين الإسلامي.
* كمستشرق يعيش في الغرب كيف تنظر إلي المشكلات التي يعاني منها المسلمون هناك وكيف نصل إلي العلاج؟
** يعاني المسلمون في الغرب العديد من المشكلات لعل أهمها إحساسهم الدائم بأن هويتهم الإسلامية محل تهديد وهو أمر ليس كله صحيحاً بل بالعكس فأنا أري أن المسلمين من الواجب عليهم تعميق هويتهم الثقافية دون خوف وضرورة أن ينفتحوا علي المجتمعات الغربية التي يعيشون فيها ويجب ألا تعزلهم تلك المجتمعات فالتفاعل بين الثقافة والهوية الإسلامية وبين الثقافة الغربية سيوجد ركائز أساسية للتعاون بين الجانبين بهدف إزالة الأحجام المسبقة والمفاهيم المغلوطة علي كلا الجانبين وهذا بدوره ينعكس بالايجاب علي المسلمين في أوروبا كما ينعكس بالايجاب علي أوروبا ذاتها وأري أن حل المشكلات التي يعاني منها المسلمون في أوروبا يتوقف علي عدة عوامل في الغرب عليهم العمل علي ما يؤكد انتماءهم للبلدان التي يعيشون فيها طالما ان هذا لا يؤثر في هويتهم الدينية فإذا عمل المسلم علي إثراء المجتمع الذي يعيش فيه فسيشعر المواطن الغربي بأن المسلمين عنصر بناء ووقتها سيفتح الغرب عقله وقلبه للمسلمين وسيكون الحوار الوادي أمراً من السهل حدوثه.
الجاليات مقصرة
* بصراحة شديدة هل تري أن الجاليات الإسلامية في الغرب تلعب دورها المنوط بها لتحسين صورة الإسلام هناك؟
** الحقيقة التي لابد أن نعترف بها بلا خجل أن المواطن المسلم ذا الجذور العربية الذي يعيش في الغرب يلعب دوراً سلبياً في معظم الأحيان ففي الوقت الذي يبذل فيه المستشرقون غير المسلمين جهودا مضنية لتحسين صورة الإسلام فإن الكثير من المسلمين الذين يعيشون في الغرب لا يعكسون في تصرفاتهم حقيقة الإسلام كدين سمح والمفاجأة التي لا تسرنا أن كثيراً من المسلمين الذين يعيشون في الغرب يحاولون الانسلاخ من هويتهم الإسلامية والبعض الآخر يخجل من الإعلان عن ديانته الإسلامية وإذا عرفها المحيطون به بمحض الصدفة يتعامل معهم بدونية شديدة وكأنه ارتكب جرماً عظيماً كونه مسلما وهو ما يجعل المواطن الغربي يقول في نفسه إذا كان المسلم نفسه يخجل من دينه ألا يعني هذا أنه يدرك أن الإسلام هو دين الإرهاب بالفعل ومن هنا فأنا اطالب مسلمي الغرب بالاعتزاز بدينهم كوسيلة مهمة لتأكيد عظمة هذا الدين وان يتعاملوا مع غير المسلمين معاملة الند للند فدينهم سمح وسطي كبير بقيمه وتعاليمه وليس فيه أمر يخجل ولابد ان تقوم الجاليات الإسلامية بالتكاتف فيما بينها وجمع المسملين معا وينظمون محاضرات ومعارض تؤكد عظمة الأخلاقيات الإسلامية وعلي الجاليات ايضا أن تطالب اعضاءها بالاعتزاز بدينهم في شتي المحافل التي يشاركون فيها وفي شتي المنتديات التي يحضرونا حتي يدرك المواطن الغربي أن المسلم علي حق ولابد أن يعي المسلمون في الغرب أن المسلم القوي قادر علي إجراء حوار بناء مع الآخرين بحيث يخدم دينه ويصحح صورته.
* ولكن الواقع يؤكد ان الغربيين هم الذين اجبروا المواطن المسلم الذي يعيش في بلادهم علي الإحساس بالدونية؟
** حتي في ظل تحرش بعض الجهلاء في الغرب بالجاليات الإسلامية فأنا أؤكد انه علي الجاليات الإسلامية عدم الالتفات لتلك الدعاوي المعادية لهم والتي تصدر كما قلت عن الجهلاء وعلي كل مسلم أن يعتز بدينه مهما حدث ويتمسك بالدفاع عنه علي كل المستويات وعليه ان يثق ان المواطن الغربي لن يجد أمامه إلا الانحناء للمسلم الذي يدافع عن هويته وأنا اتعجب من قدرة اليهودي علي الدفاع علي وجهة نظره في كل الأحوال ويعجز المسلمون عن ذلك رغم ان الدين الإسلامي هو أعظم الأديان السماوية شئنا أم أبينا.
السياسة الغربية والمسلمون
* ألا تري ان السياسة التي تتبعها بعض الحكومات الغربية اليوم كان لها الأثر الأكبر في الاحتقان بين الشرق المسلم والغرب المسيحي؟
** دعنا نتفق في البداية علي أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي لعبت الدور الأكبر في تشويه الإسلام خاصة في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر. حيث أصبحت الإدارة الأمريكية ترعي وبشكل مباشر. الدعاية التي تقوم بها وسائل الإعلام الغربية ضد الإسلام وكلها دعاية تحتوي علي معلومات مضللة. وتؤدي إلي نشر معلومات خاطئة وتساهم في تفشي الجهل بالإسلام بين مختلف المجتمعات الغربية وبدلا من ان تقوم وسائل الإعلام برعاية الحوار والتبادل الثقافي حول العالم كله إذا بها تروج للمعلومات المزورة التي تتهم الإسلام بالتحريض علي العنف وللأسف فإن إحجام المسلمين عن المشاركة بفاعلية في المجال الإعلامي فإن هذا فتح الباب علي مصراعيه أمام من تسول له نفسه الإساءة والتضليل بالعمل كما يريد تجاه الدين الإسلامي وهكذا ظهر من يدرس بعض قواعد الإسلام ويفسرها بشكل ضيق ليضعها في تيار معاد للإسلام ومفيد لاعدائه والحل من وجهة نظري يكمن في ضرورة أن يسعي المسلمون بالتعاون مع التيارات المحايدة في الغرب لكسر ظاهرة الإعلام المسيء بعد ان ثبت بالدليل القاطع. ان دوران العالم سياسيا وثقافيا واقتصادياً في فلك إعلام مشوه للدين الإسلامي من الممكن ان يتسبب في دمار العالم. وبالاضافة إلي هذا فإن المسلمين مطالبون بالسعي إلي نشر المواد التي توضح حقيقة الإسلام بحيث تتطرق إلي الجوانب المهمة والأساسية مثل التقاليد والثقافة والسياسة والفلسفة وغيرها وعلي العالم الإسلامي العمل علي ربط الجسور مع المسلمين في أوروبا ومعاونتهم علي تصحيح صورة الإسلام بكل الوسائل لإزالة الشبهات وعلي أوروبا ايضا ان تبذل مزيداً من الجهد لتصحيح الأخطاء في المعلومات المدرسية عن الإسلام حتي لا تنشأ الأجيال وقد ترسخت في أذهانها هذه المعلومات الخاطئة.
الإسلام والمرأة
* يستخدم الغرب المرأة وسيلة لتوجيه النقد للإسلام وثرائه كيف تري وضع المرأة في ديننا؟
** بالفعل يتعرض الإسلام لحملة مزاعم باطلة تتهمه بامتهان المرأة والعنصرية ضدها وعدم منحها حريتها وحقوقها وهذا أمر عار من الصحة تماماً ولا أساس له علي الأطلاق وأنا كمتخصص في الثقافة الإسلامية ومن خلال قراءتي للقرآن الكريم وسنة النبي محمد صلي الله عليه وسلم أستطيع أن أجزم بأن المرأة المسلمة حصلت علي كل حقوقها وإذا كان هناك أي تعصب ضد المرأة المسلمة فهو لا يعود إلي الإسلام ولكن إلي الثقافة القبلية والموروثات الشعبية.
والقارئ للقرآن وللسنة سيجد منظومة من القيم والقوانين الأخلاقية التي تنظم علاقة المرأة بالرجل وعلاقة المرأة بالمجتمع المسلم ككل ولن تجد منظومة منحت المرأة حقوقها مثل المنظومة الإسلامية. فالمرأة المسلمة علي سبيل المثال. لها حق الميراث عن والديها وعن زوجها وهو ما لا يتاح للمرأة في العديد من الثقافات الأخري كما ان الإسلام أعطي المرأة حرية التجارة والتصرف بأموالها إلي جانب إعفائها من النفقة حتي ولو كانت غنية بل ان الإسلام جعل نفقة المرأة علي الرجل.
والقارئ للتاريخ الإسلامي سيجد أن المرأة المسلمة لعبت أدوارا سياسية في وضع الاسس التي تكفل لها المساواة والحقوق وما يصون كرامتها وتمنع استغلالها.
ترجمة معاني القرآن
* وهل الجهود الإسلامية في ترجمة معاني القرآن الكريم والسنة النبوية كافية لتقديم الإسلام الحقيقي إلي الغرب؟
** إن العديد من المؤسسات الإسلامية أدركت منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر أهمية التواصل الثقافي مع الغرب من خلال ترجمة التراث الإسلامي إلي مختلف اللغات الغربية ولكن المشكلة أن هذه الجهود يواجهها عائقان أساسيان الأول هو وجود تيار يميني في الغرب يري في وجود الإسلام كعدو امتداداً لبقاء الحضارة الغربية وازدهارها. وهو ما يعوق الجهود الإسلامية الخاصة بأعمال الترجمة والتواصل عن تحقيق هدفها.
والأمر الآخر أن الآلية التي تعتمد عليها المؤسسات الدعوية الإسلامية في الترويج للترجمات ضعيفة وعاجزة عن الوصول إلي القطاعات العريضة في المجتمعات الغربية وأبرز مثال علي هذا ان إحدي المؤسسات الإسلامية قامت بترجمة بعض كتب السنة النبوية إلي اللغة الروسية وبدلا من إرسال نسخ تلك التراجم إلي المكتبات الروسية فوجئنا بأن كل ما أرسل لا يزيد علي خمسين كتابا تم اهداؤها إلي الشخصيات السياسية التي ليست لها علاقة بالإسلام من قريب أو من بعيد وهي شخصيات ترتبط مع العالم الإسلامي بعلاقات صداقة بحكم المناصب التي تشغلها وهكذا انفقت تلك المؤسسات الإسلامية أموالا طائلة علي الترجمة والطبع وحبست الترجمات في المخازن.
* بمناسبة الحديث عن ترجمة معاني القرآن الكريم.. أنت عضو بمجمع اللغة العربية بالقاهرة وبكل تأكيد قرأت كثيراً في كتاب الله فكيف وجدته؟
** القرآن كتاب عظيم مليء بالرسائل العظيمة وأنا دوماً أتذكر مقولة المستشرق الشهير هيلر عندما قال: قد جاء القرآن وبأسلوبه الخاص ببحوث متعددة. فهو تراتيل دينية. وثناء إلهي. وقوانين جزائية ومدنية. وبشير ونذير. ومرشد وناصح. يهدي المؤمنين إلي الصراط المستقيم. ومبين للقصص والحكم والأمثال في الوقت نفسه وأنا أؤكد دوماً أن القرآن الكريم تميز بأنه كتاب لا تجد به أي شيء لا يستطيع أي إنسان يقرؤه ألا يقبله والقرآن كله آيات تملؤك خشوعاً وبها الكثير من المعجزات اللغوية التي تتركك وأنت في حالة من الروحانية الشديدة وأنا بصراحة شديدة أعشق آية الكرسي التي عبرت عن التوحيد بطريقة لا مثيل لها لا في اليهودية ولا في المسيحية فالوحدانية في هذه الآية تم تقديمها بصورة استثنائية جداً وهذ الآية تشعرك وأنت تقرأها بأن الله موجود في كل مكان ولابد أن نعي ان المشكلة التي واجهت كل الأديان السابقة عن الإسلام كانت في كيفية التعبير عن وحدانية الإله ولكن آية الكرسي بسطتها بسهولة مطلقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.