قال المستشرق المجري الدكتور شاندورفورد، رئيس قسم اللغة العربية بجامعة بودابست بالمجر، أن الحضارة الإسلامية لها فضل كبير علي الحضارة الغربية وان الحضارة الغربية مدينة للحضارة الإسلامية فالعلماء المسلمون خلال القرون الوسطي كانوا أساتذة الأوربيين في العلوم المختلفة مثل الطب والفلك والفلسفة. وقال في حواره مع مراسل وكالة الأنباء الإسلامية بالقاهرة أن الذين يهاجمون الإسلام في الغرب جهلاء لا يعرفون شيئا عن حضارتهم الأوروبية وثقافتهم أو حتى ثقافة الأخر، ومعلوماتهم خاطئة عن الحضارة الإسلامية. وتحدث عن تدريس الثقافة الاسلامية فى جامعة بودابست فقال: نحن نقوم بتدريس كل شيء عن الحضارة العربية والإسلامية ولدينا في قسم اللغة العربية دراسات تمتد من عصر الجاهلية حتى العصر الحديث. وكذلك ندرس التاريخ من الجاهلية حتى العصر الحديث وندرس الإنسانيات والتراث الشعبي والدين الإسلامي وندرس كل شيء خاص بالحضارة العربية والإسلامية ونعطي صورة كاملة للطلاب عن الحضارة العربية الإسلامية والتراث العربي الإسلامي. وعن اتهام المسلمين بالتعصب والتطرف قال: هذه الفكرة من الأفكار الخاطئة الكبيرة التي توجد في وسائل الإعلام الغربية وأحيانا تكون عن قصد وأحيانا أخرى تكون عن جهل، والمشكلة أن من يهاجم الحضارة العربية والإسلامية في الغرب وفي أوروبا لا يعرفون شيئا عن حضارتهم كما يجهلون ثقافتهم و ثقافة الأخر. وإذا نظرنا إلى قوله تعالي: "إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا " سوف نفهم أن القران الكريم، وأن الإسلام يعترف بوجود التعددية الدينية وهو خير دليل علي تسامح الحضارة الإسلامية ولهذا فعلينا أن نساعد علي نشر المعلومات الصحيحة بين الناس وليس بين المسلمين فقط أو الدول الإسلامية فقط. وعلينا نحن المثقفين والمهتمين بالحضارة بالعربية والإسلامية في خارج دول العالم الإسلامي أن ننشر المعلومات السليمة بين الناس لان هذا في مصلحتنا ومصلحة المسلمين لان المصلحة مشتركة وفي رأيي أن العالم اصبح صغيرا، ولهذا علينا أن نتعايش معا وان نتعارف ونعيش في سلم وأمان. كما ينبغي القيام بحملة تثقيفية وتعريفية لنشر المعلومات الصحيحة عن الإسلام والمسلمين بشتي الطرق وضرورة أن يفهم المسلمون والمسئولون في العالم الإسلامي انهم إذا أرادوا أن يصححوا صورة الإسلام في الغرب فعليهم أن يقدموا صورة إيجابية عن الإسلام وعليهم أن يقتربوا من غير المسلمين بطرق أخرى. فهناك طرق عديدة لعرض الحضارة الإسلامية كحضارة مثل معرض للفنون الإسلامية وحملة دعائية لذلك حتى يتعرف غير المسلمين علي الحضارة الإسلامية وجمالها وأن يتنبه المسلمون لسلاح الفنون الإسلامية الذي يستطيعون من خلاله التأثير في غير المسلمين والذين لا يعرفون عنه شيئا. فالطرق عديدة ولابد أن نحاول أن نجد عدة طرق للوصول إلى الناس فالفنون الإسلامية تؤدي إلى المساجد لان الفنون الإسلامية مرتبطة بالدين الإسلامي ومنها الخط العربي الذي تكتب به آيات قرآنية وطبعا المساجد تؤدي إلى الصلاة فلابد من اخذ هذه الأفكار في الاعتبار وأن تكون الصورة واضحة أمام الجمهور العام، ولابد أن نتقرب من الناس بطرق مختلفة بما فيها الجمال المتجسد في الفنون الإسلامية وعلينا أن نعرض جمال الحضارة الإسلامية. ولابد أن نعترف بفضل الحضارة الإسلامية علي الحضارة الغربية فإذا نظرنا إلى العطاء الكبير والعظيم للحضارة الإسلامية وفضلها علي الحضارة الغربية فلابد من أن نقترب من القيم الأخلاقية للحضارة الإسلامية والدين الإسلامي. ولكن رفض الغرب الاعتراف بفضل الحضارة الإسلامية علي الحضارة الغربية ناتج عن الخلافات والصراعات والنزاعات الحالية في العالم