انتقد خبراء الاعلام والاتصال أسلوب الاعلام في نقل وتغطية الأحداث التي شهدتها البلاد مؤخراً والتي ركزت علي الإثارة والتهويل وابتعدت عن الحيادية والموضوعية في نقل الأحداث وعدم التحقق من صحتها قبل اذاعته مبررين ذلك بسعي هذه القنوات لتحقيق الربح وجذب أكبر عدد من الاعلانات والمستثمرين. وأعتبر علماء الدين القائمين علي هذه القنوات أثمون لأنهم يسعون لافساد المجتمع وتخريبه وفي السطور القادمة آرائهم. قالت الدكتورة ليلي عبدالمجيد استاذ الاعلام بجامعة القاهرة : الاعلام هو مرآة المجتمع هو يعكس ما يحدث وينقله لكنه يبالغ ويهول من وضع الأحداث وهذا يرجع لطبيعة الحدث الذي نعيشه فمفروض أن وقت الثورات يسود القلق والتوتر وعدم الاستقرار ويطلق العنان للشائعات بلا حدود والاعلام مع كل أسف يساعد علي انتشار الشائعة وتناقلها بين اعلاميين في وقت قليل للغاية. وأضاف : للأسف الشديد لقد فقد المجتمع الثقة في إعلامه الرسمي وذهب للقنوات الخاصة التي راحت تتباري فيما بينها علي نشر المعلومات المغلوطة دون النظر لتأثيرها مع الناس وعلي استقرار وأمن المجتمع لأن هذه القنوات قائمة في الأساس علي الربح والبيزنس وتسعي جاهدة لجذب أكثر عدد من المشاهدين واستقطاب المزيد من المستثمرين لذا نراها لا تعبأ بعلم إثارة وهي في ذلك قد تنشر شائعة ولا تهتم بتصحيحها .. كما أن بعض الاعلاميين في هذه القنوات يصدرون تصريحات عنترية غير مسئولة ولا يراعون في ذلك أي ضمير سواء كان أخلاق أو قيم أو مهني فهم ينهجون نهج قناتهم ويسعون لتنفيذ أجندتها وأهدافها كما أن ذلك علي حساب الوطن واستقراره .. لذا نحن في حاجة إلي اعلام محايد عليه التهدئة من روع الناس وتجميعهم علي هدف واحد مناشدة هؤلاء الاعلاميين أن الوطن في محنة وعلينا جميعاً تقديم المساعدة للعبور هذه المحنة بسلام وأمان مشيرة إلي أن دور الاعلام العام في البناء والتنمية ورفع الروح المعنوية للناس وتقديم المعلومات الكاملة والصحيحة دون نقصان أو تزييف وعرض كافة وجهات النظر وعدم التحيز بفكرة وحجب أخري. فهذا هو الاعلام الحقيقي والذي يؤتي ثماره ويساهم بشكل كبير في احداث طفرة مجتمعيه. رقابة اعلامية ورفضت د. ليالي الرقابة علي القنوات الخاصة حتي لا ترجع للوراء وتوصف بالرجعية والتخلف لكن ما تطالب به هو قيام كل قناة خاصة بعمل مدونة سلوك تلتزم بها في معظم الأحيان وتتعهد بتنفيذها فإذا ما فعلت القنوات الخاصة هذا اكتسبت احترام وتقدير الجميع مؤكدة أن الوطن سيعبر محنته وينعم بالاستقرار والأمان ولن ينس لهؤلاء سوي موقفهم في المبالغة والتهويل وكافة الأحداث وينزوون قريباً وتظهر الحقيقة ناصعة وساطعة في عنان السماء. وأشارت إلي ضرورة استعادة الثقة في اعلامنا القومي لكبح جماح هذه القنوات الخاصة ووقف بركانها وحممها وسمومها التي تقذف بها من وقت لاخر. منافسة شرسة ووافقتها الرأي الدكتورة جيلان شرف -أستاذ الإعلام بالجامعة الحديثة- قائلة: هذا السيل من القنوات والصحف الخاصة خلق تنافساً لكنه غير شريف لأن كل منهم يسعي لاستقطاب أكبر عدد من الجماهير وبالتالي أكبر عدد من الإعلانات لتحقيق الأرباح هو في سبيل ذلك لا يهمه نشر الشائعات والأخبار قبل التحقق منها فكل ما يسعي إليه هو ان ينفرد بالخبر دون مراعاة لمدي صدقه أو كذبه وتأثيره علي الناس والمجتمع.. فكل الأحداث التي قامت وسائل الإعلام المختلفة وتحديداً الفضائيات بنشرها منذ بدء الثورة مبالغ فيها لدرجة كبيرة وساعدت علي نشر الفزع والرعب بين الناس. أضافت: هناك ملاحظات ومأخذ كثيرة تؤخذ علي القائمين بالاتصال في هذه القنوات أهمها السعي لتوجيه الناس للفكرة التي يتبنونها وعدم إعطاء الفرصة للرأي الآخر.. مقاطعة الضيف وعدم منحه الوقت الكافي لعرض رأيه ووجهة نظره. أضافت: نحن في أشد الحاجة إلي إعلام تنموي يضم كافة فئات المجتمع ينقل الحدث بصدق ولا يبالغ ولا يهول إذا أردنا الخير لهذا البلد. تقليد أعمي انتقدت جيلان الإعلام الرسمي الذي حاول محاكاة وتقليد الإعلام الخاص وابتعد عن الحيادية ظنا منه أنه سيقترب بذلك من الناس ويحقق شعبية وتأييد جماهيري لكن هذا خطأ لأن الإعلام سواء الخاص أو القومي إذا خرج عن الموضوعية والصدق فقد ثقة الناس. شهادة زور أكد الدكتور عبدالفتاح ادريس -أستاذ الفقه بجامعة الأزهر- أن نقل الصورة وإبرازها للناس علي غير الحقيقة بمثابة الكذب وقد يكون في بعض الأحوال شهادة لكنها شهادة زور وكلاهما معدود من الكبائر وعدم استقرار المجتمع بمثابة هذه الأخبار الكاذبة ومردودها السلبي علي كافة فئات المجتمع. أضاف: إذا كان الدافع من وراء هذه الأخبار الكاذبة هو الفتنة وعدم استقرار المجتمع وإشاعة الفوضي. فإن ناقل هذا الخبر يعد مشاركاً في المخالفات التي تترتب علي قوله ونقله. فلابد من مساءلته ومحاسبته من أولي الأمر ليس علي قوله الكاذب فقط وإنها علي ما ترتب عليه من قتل وسفك للدماء وترويع للآمنين وإتلاف للمتلكات العامة والخاصة.. مطالباً بالضرب بيد من حديد علي كل من يعبث بأمن المجتمع واستقراره.