تمر هيئة محو الأمية وتعليم الكبار بمرحلة فارقة في تاريخها بعد ان تولي مسئوليتها الخبير التربوي الدكتور مصطفي رجب الذي ورث تركة ثقيلة ويسعي لإعادة هيكلة نظامها وأسلوب عملها وإدارتها طبق 4 مراحل أو خطوات بناء علي ما تقرره الجمعية العمومية التي ستعقد لأول مرة في تاريخ الهيئة حتي يكون القرار جماعيا وليس فرديا أو مرتبطا بشخص معين. حذر د.مصطفي رجب من ان الأمية الدينية تحديدا تعد أرضا خصبة لانتشار التيارات والأفكار الغربية عن قيمنا ووسطية منهجنا الإسلامي الذي تقوده مصر في العالم الإسلامي كله مؤكدا ان محو الأمية واجب ديني ووطني ومسئولية قومية وسياسية. وفيما يلي الحوار السريع الذي أجري معه: * ما هي خطتك ورؤيتك لتطوير العمل بالهيئة في المرحلة الراهنة؟ ** لقد بدأنا حاليا إعادة هيكلة الهيئة بشكل كامل وتام حيث نقوم بإنشاء مواقع ذات صفة علمية مثل المكتب الفني لرئيس الهيئة والذي يضم مجموعة من المتخصصين الأكاديميين والخبراء في مجال محو الأمية وتعليم الكبار فهذه هي الخطوة الأولي والأساسية فيما ننشده من نهوض وتطوير بمنظومة العمل. أما ثاني الخطوات فهي القيام بحصر ميداني وحقيقي وليس زائفا لأماكن تواجد الأميين وكيفية وطرق التواصل معهم سواء بالتليفونات المحمولة أو تسجيل بياناتهم كاملة لإتاحتها للجهات المهتمة وفي هذا الإطار قمنا بتوقيع العديد من الاتفاقيات والبروتوكولات كما حدث مع مؤسسة الدكتور عمرو خالد والجمعية الشرعية والروتاري وأسقفية الخدمات الأرثوذكسية ومؤسسة بلان الألمانية والمنظمة الكشفية العربية وكريتاس وهناك اتفاقيات أخري تحت الدراسة والبحث. لأول مرة أما ثالث الخطوات فهي عقد ما يشبه الجمعية العمومية لأول مرة في تاريخ الهيئة في الفترة من 24-28 الجاري حيث تم دعوة جميع مديري الفروع بعد تكليفهم بحصر كل المشكلات التي تواجههم سواء كانت إدارية أو فنية أو مالية بعدان قسمنا الجمهورية إلي قطاعات مثل: القاهرة الكبري وشرق الدلتا وغرب الدلتا والإسكندرية ومدن القناة وشمال الصعيد ووسطه واجتمعوا كلهم في محافظة الإسماعيلية منذ 20 رمضان ومازال عملهم مستمرا في ورش لإعداد تقارير ثم عقدوا اجتماعات أخري في الهيئة لصياغة ما توصلوا إليه وسيتم تنظيم اجتماع نهائي تغطيه كل وسائل الإعلام. وأهمية هذه الخطوة تنبع من انها الأولي من نوعها في نظام عمل الهيئة التي لم تعرف الأسلوب الديمقراطي في إدارة العمل بل يقوم علي الفكر الواحد فإذا تغير القائد تغيرت معه كل الخطط والافكار أما ما أسعي لتطبيقه فهو نظام يضعه كل المسئولين بالهيئة بالاتفاق فيما بينهم بحيث إذا تغيرت القيادات أو تبدلت تظل خطة العمل كما هي التي اتفق عليها المسئولون لأن القرار يتخذ فورا بناء علي ما يوصي به أو يتوصل إليه أصحاب ومسئولو الأفرع المختلفة لذلك قد تختلف القرارات من منطقة لأخري حسب طبيعتها وظروف أهلها فكل إقليم يجب ان يعبر عن نفسه. أما رابع الخطوات فهي العمل علي تحديث المناهج الدراسية الموجودة لدينا منذ أكثر من 20 سنة وقد عفي عليها الزمن فهي تحتاج بالضرورة لتطوير وتغيير ومعها وسائل التدريس والتدريب للمدربين ويقوم بذلك مجموعة من أكبر الاساتذة المتخصصين. شقا العمل * كيف تنظر إلي عمل ودور الهيئة في المجتمع؟ ** بداية عمل الهيئة شقان الأول محو الأمية والثاني تعليم الكبار ويتم هذا التعليم في جوانب متعددة والحقيقة انني ورثت تركة مثقلة غير واضحة المعالم خاصة في مسألة تعليم الكبار الذي كان شبه معدوم لأن فهم ذلك سابقا كان يقتصر علي تعليمهم صنعة أو حرفة مثل الميكانيكا أو الكهرباء أو التريكو وهذا يجب تغييره إلي ما هو حديث ومواكب للعصر مثل إصلاح المحمولات وأجهزة الكمبيوتر. واجب ومسئولية * علي أي أساس يتم التعامل والتعاون فيما بينكم وبين الجهات المختلفة؟ ** نحن نتعامل مع الجهات والهيئات المختلفة في المجتمع طبقا للقانون رقم 8 لسنة 91 والذي تنص مادته الأولي علي ان محو الأمية وتعليم الكبار واجب وطني ومسئولية قومية وسياسية تلتزم بتنفيذه الوزارات ووحدات الإدارة المحلية والهيئات العامة واتحاد الإذاعة والتليفزيون والشركات والأحزاب السياسية والتنظيمات الشعبية والاتحاد العام لنقابات العمال والنقابات والجمعيات وأصحاب الأعمال وذلك وفقا للخطة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار وطبقا لأحكام هذا القانون. وهذا القرار يلزم كل محافظ في محافظته بأن ينشئ هيئة مصغرة علي مستوي المحافظة تكون تحت اسم المجلس التنفيذي لمحو الأمية برئاسته شخصيا ومعه مسئولو الوزارات والمؤسسات والهيئات والجمعيات لوضع خطة في إطار سياسة الدولة لمحو الأمية في محافظته لأن كل محافظة تختلف عن الأخري فهذه المحافظة مشكلتها عدم وجود دارس أو أماكن للفصول أو مشكلة مالية فكل مجلس بمحافظته يضع السلبيات الموجودة عنده ليحاول حلها مع المجلس وعندنا الآن 26 مجلسا لكن للأسف يعمل منها فقط 3 مجالس و23 مجلسا لاعمل لهما إلا تشكيلة علي الورق في مكتب المحافظ. * وما هي خطيورة الأمية عامة والدينية خاصة من وجهة نظرك؟ ** مصر هي مركز وسطية الإسلام بأزهرها والأمية الدينية تعترض الناس لكل شيء من التيارات الأخري سواء اليسارية أو اليمينية أو الليبرالية أو غيرها وتجعل العوام من الناس أرضا خصبة لأي مطر يأتي إليها من الخارج. أما الأمية الأبجدية فهي أسهل أنواع الأميات لأنه لا يترتب عليها إلا الضرر علي الشخص نفسه فقط ولا ينعكس ضررها علي الناس أو علي الوطن لأن الأمي خطر علي نفسه فإذا لم يستطع ان يقرأ إشارة المرور أو يعرفها أو ورقة وقع عليها فهذا يوقعه في خطر علي نفسه ولا يضر غيره ولا يقع علي غيره خطر أما الأمية السياسية فيترتب عليها امكانية سيطرة قوم أو فكر غير شرعي علي البلاد ولا يستحق ان يسيطر هو وكذا الأمية القانونية فهي تسهل قيادة الأمة لأي حاكم مستبد وتزيد الاستبداد أما الأمية الغذائية فهي تضاعف أمراض المجتمع فالضعف والجهل الصحي نتيجة طبيعية لها كما تفعل النساء في الريف حيث يستخدمن الأواني الألومنيوم وهي خطر علي صحة الإنسان ومع ذلك يستعملنها.