ذكر في كتاب "الاستقامة" الجزء الثاني ص "150": فإن جنس اللذة يتعقب إدراك الملائم المطلوب ليس هو مدرك الملائم المطلوب كما يعتقده بعض أهل الفلسفة والكلام. وكما غلب علي أهل التصوف والعبادة ذكر ذلك. وغلب علي كلام العلماء المتكلمين أهل النظر والبحث والكلام أهل البديهة والنظر والضرورة والدليل والاستدلال.. وكل واحد من هذين الأمرين تحته أجناس وأصناف. بعضها حق وبعضها باطل. فلهذا وجب اعتبار ذلك جميعه بالكتاب والسنة. فخير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد. ولهذا كان أئمة الهدي ممن يتكلم في العلم والكلام أو في العمل والهدي والتصوف يوصون باتباع الكتاب والسنة وينهون عما خرج عن ذلك كما أمرهم الله والرسول. وكلامهم في ذلك كثير منتشر مثل قول سهل بن عبدالله التستري: "كل وجد لا يشهد له الكتاب والسنة فهو باطل". وذكر أيضاً في كتاب "الاستقامة" الجزء الثاني ص "161": فإن العقل قد يراد به القوة الغريزية في الإنسان. التي بها يعقل. وقد يراد به نفس ان يعقل ويعي ويعلم. فالأول: قول الإمام أحمد وغيره من السلف: "العقل غريزة والحكمة فطنة". والثاني: قول طوائف من أصحابنا وغيرهم: "العقل ضرب من العلوم الضرورية" وكلاهما صحيح. فإن العقل في القلب مثل البصر في العين يراد به الإدراك تارة. ويراد به القوة التي جعلها الله في العين يحصل بها الإدراك. فإن كل واحد من علم العبد وإدراكه ومن علمه وحركته حول ولكل منهما قوة. ولا حول ولا قوة إلا بالله. ولهذا تجد المشايخ الأصحاء من الصوفية يوصون بالعلم ويأمرون باتباعه. كما تجد الأصحاء من أهل العلم يوصون بالعمل ويأمرون به. لما يخاف في كل طريقة من ترك ما يجب من الأخري. وفي الأعداد القادمة بإذن الله تعالي نتحدث عن ابن تيمية الصوفي!!