هل نغلق الباب أم نفتحه؟.. سؤال يتبادر للذهن بعد الهجوم الشديد الذي تم شنه علي التليفزيون المصري.. ويذكرني هذا الموضوع بحكاية جحا الشهيرة.. حينما ركب الحمار.. وسار ابنه بجانبه فقالوا.. هل رأيتم جحا قاسي القلب.. يركب الحمار وابنه يسير علي قدميه.. فنزل وركب ابنه الحمار فقالوا.. أرأيتم عدم التربية.. الابن يركب الحمار.. والأب يسير علي قدميه.. فأنزل ابنه من علي الحمار.. وحمل الحمار ومشي به.. فقال الناس.. هل رأيتم جحا المجنون؟.. هذه الحكاية تنطبق علي ما حدث مع التليفزيون المصري خلال أحداث ماسبيرو والهجوم غير المبرر عليه.. وأنا لا أدافع عن التليفزيون المصري.. ولكن ما حدث أثناء ثورة الخامس والعشرين من يناير كان وصمة عار في الأداء الإعلامي للتليفزيون المصري.. وفي هذه الفترة كتبت سلسلة مقالات انتقدت فيها الأداء السييء الذي انتهجه العاملون في هذا الجهاز الكبير الذي يعبر عن مصر.. والصورة الشهيرة لكوبري قصر النيل الخالي من المارة.. في الوقت الذي كانت الأحداث في قمة ذروتها بميدان التحرير.. وكنا نشاهد هذه الأحداث في الفضائيات المختلفة العربية أو الخاصة.. وكأن التليفزيون المصري يعيش في بلاد أخري يستضيف أناساً بعينهم يتحدثون عن أحداث دولة أخري غير مصر.. وحينما حدثت أحداث ماسبيرو الأخيرة.. والهجوم علي الجيش المصري في محاولة للوقيعة بينه وبين الشعب.. وإظهاره في شكل المعتدي الأثيم .. وهو بريء منها.. وكانت الأحداث كلها تقع أمام مبنِي ماسبيرو أو التليفزيون المصري.. وبطبيعة الحال.. قام التليفزيون بعرض الأحداث علي الهواء مباشرة.. فكيف لا يسجل ما يحدث أمامه.. وهذه أبسط قواعد العمل الإعلامي.. ففوجئت بدلاً من الثناء عليه لتخلصه من أفكار الإعلام العقيم الذي هاجمناه كثيراً بسببه.. وأن نشكره علي ما قام به من عمل إعلامي صحيح.. فوجئت بهجوم و لا أقصي من الشاشات الليبرالية والعلمانية والمسيحية.. لماذا؟.. سؤال.. أتمني أن يجيبوا هم عليه.. ألم يكن هذا ما تطلبونه منه.. وحينما قام بتنفيذه.. إذا بكم تنهالون عليه بالكلمات والركلات والسباب.. فماذا يفعل؟.. هل يغلق الباب ويعود إلي قديمه.. إعلاماً ركيكا لا لون له ولا طعم ولا رائحة؟ أم يفتح الباب ويحاول منافسة الفضائيات في حلبة لا ترحم المتقاعس أو المتخاذل.. يعني يقفل الباب ولا يفتحه؟.