ذكرتني حكومة د. عصام شرف في التعديل الوزاري بجحا وحماره، عندما ركب هو وابنه الحمار، قالوا عليه مفتري، لأنه يعذب الحمار ويحمله فوق طاقته.. وعندما سحب الحمار، قالوا »مابيفهمش«، لأنه ماشي هو وابنه دون ان يستخدما الحمار.. وعندما ركب هو الحمار، قالوا معندوش قلب، لأنه ترك ابنه يمشي.. وعندما ركب ابنه الحمار، قالوا مش عارف يربي ابنه.. فكيف يمشي وابنه يركب.. وعندما زهق جحا حمل هو وابنه الحمار، فقالوا عليه مجنون! وهكذا تعامل د. شرف مع التعديل الوزاري.. بدل وزراء قدامي بوجوه جديدة، من اتجاهات سياسية مختلفة، واستمر اسبوعا كاملا يستقبل شخصيات ويتفاوض مع اخرين، ويتفق مع هذا، ويستبعد ذاك، إلي ان استقر علي تغيير 51 وزيرا، وبمجرد أن أعلن عن التشكيل ثارت الدنيا، واعترض المعترضون، ورفض معتصمو التحرير التشكيل، أما الأثريون فرفضوا أن يكون لهم وزيرا، رغم أنهم هم نفس الأثريين الذين ثاروا من قبل لعدم تعيين وزير لهم في الحكومة الحالية، واستجاب لهم د. شرف في المرتين.. وتعثر التشكيل الوزاري بأكمله لأن د. شرف احتار في كيفية ارضاء الجميع وآثر السلامة وكلف الوزراء الحاليين بتسيير أعمال وزاراتهم بعد أن استقال بعضهم وأقيل اخرون. عدنا إلي نقطة الصفر. وسيظل الحال هكذا مع كل تعديل أو تغيير وسنظل محلك سر لصالح آخرين لا يريدون لمصر استقرارا ولا نهوضا. الظرف الحالي يحتاج وقفة حازمة ولو مرة واحدة.