تلقت الأفلام الجديدة.. هجوماً كبيراً من الجماهير.. ومن النقاد.. خاصة أنها لم تحمل فكراً.. ولكنها اعتمدت علي الأفكار العارية وأجساد الراقصات.. والكلمات المبتذلة.. والسوقية في الحوار.. ورغم كل ذلك حقق أحد هذه الأفلام أيام العيد حوالي 2 مليون أو أكثر.. كما صرح منتج الفيلم الذي استضافته قناة "الحياة" في حوار مواجهة هو المنتج أحمد السبكي.. وفي مواجهته الناقد السينمائي طارق الشناوي.. ودار حوار طويل بينهما حول نجاح فيلمه ماديا رغم أنه وبلغة السوق فيلم متدن في كل شيء.. فلا وجود للقصة.. ولكنه اعتمد علي المناظر فهل هذا ما يريده الجمهور؟ هل يقبل الناس علي هذه النوعية دون النظر إلي فكرة ومضمون الفيلم؟ وهل معيار المنتج الشباك والتوزيع أم المعايير الفنية؟ ولماذا الإصرار علي الأفلام الخالية من الفكر رغم الهجوم النقدي الكبير عليها؟ تحدث أحمد السبكي قائلا: الشعب المصري نفسه يفرح.. ويريد ما يفرحه لا ما يحزنه أو يبكيه.. لقد كنا في ثورة.. ونجحنا فيها.. وسمعنا عن سرقات وأشياء سيئة تحدث في البلد.. فأردنا إخراج الناس من هذه المشاكل و"تفك" عن نفسها. وهنا تدخلت المذيعة لبني عسل موجهة السؤال للناقد طارق الشناوي.. ما الذي يجذب المشاهد للأفلام؟ أجاب: لابد أن نوضح أن جمهور العيد.. جمهور استثنائي وليس جمهور السينما الدائم.. وهو حالة خاصة.. لم يتعود علي الذهاب للسينما.. ولكنه يذهب إليها بعد حصوله علي العيدية.. وقد هيأ نفسه للضحك و"الفرفشة".. وهذا ليس له أي علاقة بالثورة.. فنوعية الأفلام التي يقدمها أحمد السبكي هي أفلام دينا وسعد الصغير.. وأعتقد أن مشاهدة الجمهور لهما هو امتداد للبمب الذي "يفرقعونه" أو "يفجرونه" خارج السينما.. خاصة أن القاعات السينمائية التي تعرض فيها هذه الأفلام غير مهيئة للعرض.. فالصوت ضعيف ولا تستطيع الاستماع الجيد للفيلم.. والصورة صعبة جداً.. وصخب الجمهور عال.. وعمال البوفيهات داخل قاعات العرض ينادون علي المشروبات الغازية.. وبعد الثورة أعتقد أننا في حالة ضبابية.. وهذا لا يعني أن الناس تريد مشاهدة ما يضحكها فقط.. ولكنها تريد أن تري شيئاً صادقاً.. ورغم اقبال جمهور العيد علي الأفلام الخمسة مع اختلاف نسبة الاقبال. ولكنه لا يعبر عن رغبات المصريين.. والعيد ظرف استثنائي.. وكل ما عرض من أفلام فهي رديئة مع اختلاف درجة الرداءة. فاندفع السكبي مدافعاً عن دينا بقوله: دينا راقصة محترمة يتمناها كل بيت مصري.. وعمرها ما عملت إغراء.. وأنا أصنع أفلاماً للأميين في مصر.. وفيلم الهرم تفوق بالفكر والقصة وليس بالإيرادات. سأله المذيع شريف عامر: وما الفكر الذي ظهر في الفيلم؟ قال السبكي: ما أردت قوله في الفيلم أن ما يحدث في كباريهات شارع الهرم.. حرام.. والفيلم يحكي عن راقصة كانت ترقص في الفنون الشعبية وتتقاضي 400 جنيه.. ثم تدهور بها الحال وذهبت إلي كباريهات شارع الهرم.. وفي النهاية اكتشفت ان الرقص في شارع الهرم.. حرام.. وعادت للرقص في الفنون الشعبية. رد عليه طارق الشناوي: لو قالت قناة تليفزيونية.. نحن قناة محترمة تحترم الأسرة.. ولا نعرض هذه الصور.. ثم تعرض صوراً خارجة.. فهل تكون قناة محترمة بعد ذلك؟ طبعاً لا.. فالفيلم يريد أن يقول إن الكباريه حرام وضد الدين.. وضد الأخلاق.. ثم قدم كل ما يحدث داخل الكباريه.. وقدم الراقصة فيه.. ثم.. هل هناك راقصة في الدنيا ليس الإغراء الجنسي رأس مالها؟ فلو لم تقدم الإغراء فلن تكن راقصة.. والفيلم بصفة عامة سييء.. وليس له أي علاقة بالسينما نهائياً. قال السبكي: كل من دخل الفيلم شكر فيه إلا النقاد وهم يهاجمونني لأنني ناجح.. وأنا أصنع أفلاماً للناس وليس للنقاد.. فالسينما فن وصناعة وتجارة.