الأفلام السينمائية التى تعرض فى موسم رمضان هذا العام لا تتعدى خمسة أفلام عكس السنوات الماضية التى كانت تعرض أكثر من 15 فيلما معظمهما لنجوم السوبر ستارز الذين يتغيبون هذا الموسم ،ورغم ذلك فإن الحركة الفنية السينمائية بدأت تتحرك من جديد بعد حالة الركود التى شهدتها خلال الشهور السابقة نظرا للحالة الاقتصادية التى تمر بها مصر الآن . أول أفلام هذا الموسم فيلم شارع الهرم بطولة سعد الصغير ودينا وأحمد بدير ومادلين طبر إخراج محمود شورى إنتاج أحمد السبكى ، وتدور أحداثه فى أحد كباريهات شارع الهرم من خلال علاقة طبال براقصة فى إطار كوميدى ويجسد سعد الصغير شخصية الطبال الذى يغرم بالراقصة دينا التى احترفت الرقص بسبب الظروف الصعبة التى مرت بها ودفعتها لذلك، وبالرغم من حملة المقاطعة التى ترددت على مواقع الفيس بوك والتى طالبت بعدم دخول الفيلم حيث يتناول كواليس كباريهات شارع الهرم كما أنه يقدم مشاهد عرى ورقص بكثافة عالية مما يثير الغرائز ويساعد على استقطاب الشباب وخاصة صغار السن الذين يمثلون الحصان الرابح فى إيرادات شباك التذاكر إلا أنه استطاع أن يحقق 7 ملايين و 861 ألفا و 506 جنيهات فى اليوم الخامس للعرض ، وبذلك استطاع السبكى أن يكسر حاجز الخوف من مقاطعة أفلامه بعد خسارته فى فيلم الفيل فى المنديل حيث عرض فى 70 دار عرض سينمائى خلال العيد وهذا يؤكد أن كعكة العيد كانت من نصيبه كما كان الحال خلال السنوات الخمس الماضية خاصة العام الماضى من خلال فيلم ولاد البلد بطولة سعد الصغير ودينا أيضا. أما المركز الثانى فكان من نصيب فيلم «تك تك بوم» بطولة محمد سعد وردة ، فكرة إسعاد يونس تأليف محمد سعد إخراج أشرف فايق إنتاج الشركة العربية للإنتاج السينمائى وهو يتناول أحداث الثورة المصرية فى إطار كوميدى حيث يتزوج تيكا الذى يقوم بشخصيته محمد سعد من خطيبته درة وليلة زفافهما تحدث الثورة وتتصاعد الأحداث فى شكل كوميدى ورغم أن سعد ابتعد عن شخصية الليمبى ويحاول أن يستثمر ثورة يناير بعد أن كتب له الشاعر إسلام خليل أغنية «لو كنت رئيسا» وحقق الفيلم خمسة ملايين و 578 ألفا و 471 جنيها. أما المركز الثالث «بيبو وبشير» بطولة آسر ياسين ومنة شلبى تأليف هشام ماجد سيناريو وحوار كريم فهمى إخراج مريم أبو عوف فى أول تجاربها السينمائية إنتاج نيو سنشرى والفيلم ينتمى للرومانتك كوميدى ويجسد آسر من خلاله شخصية شاب نصفه مصرى ونصفه أفريقى ويسمى بشير وتحدث علاقة بينه وبين بيبو التى تجسدها منة شلبى حيث تضطره الظروف إلى السكن معها ورغم أن الفيلم متوقع له الكثير لأن الذى يقوم ببطولته نجم ارتبط اسمه بثورة 25 يناير ونجمته منة شلبى صاحبة الجماهيرية بين جمهور الشباب وحقق 2 مليون و 410 ألفا و807 جنيهات. وجاء فى المركز الرابع فيلم «أنا بضيع يا وديع» بطولة أيمن قنديل الشهير بتهامى باشا وأمجد عادل الشهير بوديع ونيلى كريم سيناريو وحوار محمد فضل إخراج شريف عابدين إنتاج ميلودى بيكتشرز وتدور أحداثه حول المشاكل التى يقع فيها تهامى والذى يساعده وديع فى حلها فيقع فى مشكلة كبرى مع الضرائب ويفكر فى الخروج من الأزمة من خلال إنتاج فيلم سينمائى فاشل ويبدأ رحلة البحث عن فيلم فاشل فى إطار الكوميديا الساخرة ورغم أن الشركة المنتجة راهنت على نجاحهم بعد ما حققت حملة الإعلانات نجاحا كبيرا مع الجمهور ولكنه جاء عكس المتوقع تماما حيث حقق مليونا و 448 ألفا و124 جنيها. وأخيرا جاء فى المركز الخامس فيلم « يا أنا يا هو» بطولة نضال الشافعى وريم البارودى فى أول بطولة سينمائية لهما وتشاركهما نيرمين ماهر تأليف أحمد حجازى إخراح تامر بسيونى إنتاج بانوراما دراما وتدور أحداثه حول شاب يدعى سعيد يقع فى العديد من المشاكل خلال حياته ويحاول تخطى تلك المشاكل والأزمات بذكاء شديد فيتعرض للكثير من المفارقات الكوميدية وحقق الفيلم 658 ألفا و 13 جنيها وهى نتيجة متوقعة.. وتوضح هذه الإيرادات أن ذوق جمهور السينما لم يتغير فى أول موسم بعد الثورة لأنها أفلام ليست إلا لبث الروح فى السينما المصرية بدون هدف أو مضمون وهذا ما يؤكده المنتج هانى جرجس فوزى الذى قال إن أفلام موسم العيد فرصة لبث الحياة فى السينما المصرية من جديد وهذا لن يحدث إلا من خلال تحقيق إيرادات الأفلام المعروضة حاليا وأناشد المنتجين عدم الانسياق إلى نوعية معينة من الأفلام تحقق لهم مبالغ مرتفعة بل أطالبهم بالمجازفة بعمل نوعيات مختلفة حتى تستعيد السينما المصرية مكانتها التى كانت عليها قبل ذلك وأشار إلى أنه كانت بعض الأفلام قد حققت إيرادات كبيرة ولكنها بدون مضمون لأنه لا توجد بداخلها التقنية الفنية للفيلم السينمائى. وأضاف الناقد الفنى طارق الشناوى أن أفلام العيد مثل شارع الهرم وتك تك بوم وأنا بضيع يا وديع تتناول فى التريلر الذى تعرضه الفضائيات عبارات الفلول والنظام والشعب يريد كما أن بعضها يلجأ مباشرة إلى تقديم إفيهات تتناول أسماء لعدد من النجوم حام حولهم كثير من التناقضات مثل تامر حسنى حيث نرى فى فيلم شارع الهرم قزما يضع شعرا اصطناعيا على صدره ليشبه تامر حسنى الذى كثيرا ما يتباهى بشعر صدره الذى أصبح هدفا للعديد من النكات الكاريكاتيرية وعلى هذا فإن أفلام العيد التى تلاعب الثورة الآن أراها تدخل فى معركة خاسرة لأنه مهما كانت انتقادات الشعب على ما حدث فى مصر بعد ثورة 25 يناير فإنهم لا يمكن أن يتحمسوا للعودة إلى ما قبل 25 يناير لأن الزمن تغير والأفلام السينمائية أحالت حتى الآن الثورة العظيمة التى أبهرت العالم إلى مجرد إفيه يردده سعد الصغير ودينا أو محمد سعد.