أكد العلماء ان الإسلام منح غير المسلمين حرية ممارسة معتقداتهم ولم يمنع بناء دور العبادة. بل منح لهم هذا الحق. وسبق له أن حافظ علي جميع دور العبادة القائمة في جميع الدول التي تم فتحها. منتقدين استغلال الظروف لإثارة الأزمات من جديد معتبرين ان ما حدث في أسوان وما سبقه في محافظات أخري فتنة مدبرة تستهدف أمن واستقرار الوطن وطالبوا باحترام القوانين المنظمة لعملية بناء دور العبادة وعدم التحايل عليها مقترحين تشكيل لجنة من الأزهر والكنيسة وممثلين من طوائف الأديان المعترف بها لتنظيم عملية البناء وعدم تركها للعامة. يقول الدكتور سعد الدين هلال أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر إن الأصل بناء الكنائس في البلاد المفتوحة صلحا بإجماع الفقهاء والجواز حسب الحاجة وليست مقدرة بعدد وإنما تقديرها للحاجة لأن غير المسلمين من حقهم ممارسة شعائرهم علي الوجه الذي يعتقدونه في ظل الحماية الإسلامية وإن كان الإسلام لا يقر بوجوبها لغير المسلمين ولكن يقر بوجوبها لمن يعتنقها احتراما لإنسانيته وكرامته قال تعالي: "ولقد كرمنا بني آدم" كما ان للمسلمين الحق في إنشاء مساجدهم في الدول غير الإسلامية حسب الحاجة ويؤاخذون عليها شرعا بالإسراف فيها فهنا المقياس واحد هو الحاجة وتقدر هذه الحاجة بحسب تقدير أعراف المجتمع دون إفراط أو تفريط وتلتزم الجماعة التي تعيش في المجتمع الواحد بدستور يعتبر عهدا وميثاقا غليظا لا يجوز مخالفته وفي هذا الدستور يسيدون القانون المنظم لعمليات البناء والإزالة وفي حال مخالفة أحدهم هذا القانون المنظم يعد غدرا بالعهد والميثاق وبعدا عن منطق الشرع الذي جاء في قوله تعالي: "أوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا" وقال تعالي "يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود" وقوله صلي الله عليه وسلم "المسلمون عند شروطهم". وقال: في حال مجاوزة البعض بإنشاء مبني أو هدم مبني دون الحصول علي الترخيص القانوني فإن ذلك يكون معتديا علي المجتمع كله وليس علي أحد أطراف المجتمع قال تعالي: "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم". مشيرا إلي ان أولي الأمر بعد ثورة 25 يناير ظهرت له رؤية جديدة وهي المجتمع والشعب والعهد بين هذا الشعب في صورة الدستور والقانون. أضاف: ان المشكلة تتمثل في ان أحد أطراف النزاع في المجتمع المصري يعطي لنفسه الحق في الإنشاء والإزالة دون ترخيص ولا يسمحون لغيرهم بذلك مما يؤدي إلي احتقان وفتنة لا يمكن رفعها إلا بتسويد القانون أو منح الاستثناءات للجميع وهذا هو العدل الذي أمرنا به الله تعالي. شروط البناء ومن جانبه يشير الدكتور مصطفي مراد أستاذ العقيدة والفلسفة إلي ان الإسلام يحترم اتباع الأديان والمذاهب المخالفة ويمنح حرية الاعتقاد ولا يجبر أحدا علي اعتناقه قال تعالي "لا إكراه في الدين" إلا ان هذه الحرية مشروطة بعدم إيذاء الغير في اعتقادهم سواء أكان مسلما أم غير ذلك فكما ان المسلمين مخاطبون بعدم سب غيرهم من اتباع الأديان الأخري كما قال تعالي "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم" فإن غيرهم أيضا مطالبون بتقدير غيرهم من دون إيذائهم في اعتقادهم والاستطالة عليهم واغتنام الفرص لفرض الرأي دون حكمة مما يؤدي إلي بذر الشقاق في الوطن. وقال: الإسلام أجاز بناء دور العبادة لغير المسلمين بشروط كان أولها حاجة غير المسلمين لهذه الدور فلا يصح بناء كنيسة أو معبد في منطقة ما من أجل أفراد قليلين مع وجود غيرها كما انه لا يصح بناء مسجد في ظل وجود مسجد مجاور فالمقياس هنا الحاجة وثاني هذه الشروط هو ان يراعي شعور الآخرين وإلا يخرج منها أصوات شاهدة تؤذي الجيران وألا تكون سببا في إثارة الغيرة ودعوتهم لترك دينهم. دعا إلي تكوين لجنة من الأزهر الشريف والكنيسة وممثلي الأديان الأخري في مصر لوضع المعايير الخاصة لبناء دور العبادة حسب الحاجة لا ان تترك لعامة الناس دون ضوابط منتقدا قيام بعض المسلمين بإثارة مشكلة عند بناء النصاري لكنيسة بجوار المسجد وكذلك إثارة النصاري لمشكلة عند بناء مسجد بجوار كنيسة. وأضاف: وجود مثل هذه اللجنة التي تضم جميع الأطراف مع ممثل حكومي يحسم المشكلة ويمنع بناء دور العبادة المخالفة مطالبا بالتصدي لكل من يثير الفتنة والمشاكل مستغلا أزمة دور العبادة معتبرا ان إثارة الفتنة بهذا الشكل صد عن سبيل الله مشيرا إلي ان بناء دور عبادة مخالف هو الصد عن سبيل الله خاصة إذا كان يؤدي إلي فتنة أو تدمير الدعوة أو تفريق الناس. حماية وقال الدكتور أحمد الشاعر أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر ان الإسلام قبل ان يمنح غير المسلمين التصريح ببناء دور العبادة حرص علي حماية دور العبادة الخاصة بهم ولم يهدم كنيسة أو معبدا علي الإطلاق وهناك الكثير من الكنائس والأديرة لا تزال من قبل الفتح الإسلامي لمصر فالمسلمون كانوا حريصين علي حقوق غير المسلمين في جميع الدول التي قاموا بفتحها. أشار إلي ان هناك علاقات طيبة تجمع المسلمين مع إخوانهم الأقباط فالأقباط يعلمون انهم يعيشون بأمان في ظل الإسلام. مشيرا إلي قول الأنبا يوحنا قلته خلال مشاركته في أحد المؤتمرات حين طرح سؤالا حول تطبيق الشريعة الإسلامية قال قلته: يوم أن أضار في المجتمع المسلم فلن يحميني سوي الإسلام وهذا القول أكده كثير من قيادات الكنيسة المصرية.