وإذا كان تشخيص الداء يتلخص في هذه التيارات وتبعية البعض لها وانبهار الكثيرين من المسلمين بما كتبته أقلام هؤلاء الحاقدين علي الإسلام. فإننا نري أن الدواء يسير وواضح. إنه كما أشار رسول الله صلي الله عليه وسلم "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله وسنتي" فكتاب الله تعالي هو سر سعادتنا ووحدتنا وقوتنا إن تمسكنا به واعتصمنا بحبله. فلقد أدرك أحد زعماء الاستعمار هذه الحقيقة فقال: "لا قرار لنا مادام المصحف بأيدي المسلمين. ومادام الأزهر في مصر. والكعبة في مكةالمكرمة" وما ذلك إلا لأن هذه الوحدة أساسها الذي نبه إليه رب العزة هو حبل الله المتين "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" "آل عمران: 103" ولأن الكعبة هي بيت الله الحرام. من دخله كان آمنا. يتجه إليها المسلمون في كل صلاة. فالتمسك بكتاب الله تعالي هو النجاة وسر النجاح والوحدة والقوة. وهناك الدواء الوقائي. الذي بجب علينا أن نتنبه إليه. وهو اتقاء الفتن وصيانة الفرد والجماعة والأمم والشعوب من الوقوع في الفتن والانحراف في تياراتها. قال تعالي: "يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون. واتقوا فتنةً لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب. واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون" "الأنفال 24 -26". كما يجب ألا تكون اجتهادات العلماء واختلافاتهم اليسيرة مثار خلاف شديد أو سببا لفرقة الأمة. لأنها رحمة الله بهذه الأمة. يأخذ أهل كل عصر ومصر ما يناسبهم مادامت آراء أئمتنا لم تصادم نصا من كتاب الله ولا حديثا من أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم. ولقد أمرنا الله تعالي أن نقيم الدين وألا نتفرق فيه. فقال سبحانه: "شرع لكم من الدين ما وصي به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسي وعيسي أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر علي المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب" "الشوري: 13" وإن من واجب أمتنا الإسلامية في هذه المرحلة الحاسمة التي تمر بها. والتي تعرضت فيها لتحديات من أعدائها باضطهاد الأقليات وبث التيارات المعادية ومحاولة نشر الفرقة في الصفوف. إن واجب أمتنا أن تسير في المسار الواضح الذي رسمه لها رسولها صلوات الله وسلامه عليه. حين قال: "المؤمن للمؤمن كالبنيان. يشد بعضه بعضا. ثم شبك بين أصابعه". وواضح أن البنيان الذي يشد بعضه بعضا متماسك قوي يثبت أمام العواصف ولا تؤثر فيه الهزات ولا التيارات. لأنه يقوي علي ردها ويصون جماعته منها. وكذلك الحال بالنسبة للأمة الإسلامية. فهي بوحدتها وتضامنها قوة كبري لا تقف في مواجهتها قوة أخري. لأنها بتأييد الله تعالي لها. وبفضل اعتصامها بحبل ربها وتكاتفها في سبيل الحق. تحقق النصر علي أعدائها. وتحقق خيريتها علي ظهر الأرض. وتنشر الأمن والاستقرار والخير والرخاء. وتقيم مبادئ الحق والعدل. وتصد تيارات الفساد والإلحاد وترد موجات التحلل السافرة. ويوم أن تتوحد بلاد العالم الإسلامي علي نصرة دينها وتحقيق خيراتها - يوم أن ينصرها الله نصرا مؤزرا ويمكن لها في الأرض. لتقيم شريعة الله تعالي. مؤكدة صلتها بها. مقوية روابطها بالمجتمع مدافعة عن دين ربها. آمرة بالمعروف. وناهية عن المنكر. قال سبحانه: "ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز. الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور" "الحج 40 - 41". إن علي أمتنا أن تتوحد وأن تكون يدا واحدة في مواجهة التحديات التي تنال منها. والتي تحاول تصفية الأقليات الإسلامية وإبادتها. إنه لا خلاص للأمة من هذه الفتن ومن هجوم أعدائها ونيلهم منها إلا بتوحيد صفوفها. حتي تكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.