اقترح الدكتور حسين شحاته الاستاذ بجامعة الأزهر والخبير في المعاملات المالية الشرعية انشاء صندوق تكافل لأسر شهداء الثورة لتحقيق حياة كريمة لهذه الأسر: من خلال اصدار صكوك يطلق عليها: صك التكافل مع شهداء ثورة مصر بقيمة مالية فرضاً 100 جنيه للصك علي منوال نظام الأسهم أو صكوك الاستثمار. وتطرح للإكتتاب العام في الداخل والخارج يمكن لأي مشترك في الصندوق شراء أي عدد منها حسب استطاعته. وتجمع الحصيلة وتوضع في أحد البنوك الإسلامية لحساب الصندوق. ليتولي إنفاقها في مصارفها الشرعية حسب اللوائح والنظم والإجراءات الفنية المعتمدة من مجلس إدارته. ويخصص لرعاية أسر شهداء ثورة مصر برعاية مستدامة حسب مجموعة من القواعد والنظم والإجراءات. ويكون تحت رعاية مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني مثل الجمعيات الخيرية والاجتماعية أو النقابات المهنية. ويقدم الصندوق الاعانات المالية العاجلة لأسر الشهداء حتي لا يحدث هناك خللاً في توفير متطلبات الحياة من مأكل ومشرب وملبس ومأوي وتعليم وعلاج. و تقرير إعانات مالية مستدامة لأسر الشهداء في صورة معاشات دائمة حتي يكونوا علي قوام من الحياة الكريمة الرغدة. و كفالة وسداد ما عليهم من ديون للغير إن وجدت. ورعاية أولاد وأخوات الشهداء في المراحل التعليمية المختلفة من حيث سداد الرسوم ونفقات التعليم المختلفة. ومساعدتهم في الحصول علي فرص عمل وأن يكون لهم حق الأولوية والتميز في الحصول الوظائف الحكومية بضوابط معينة. وأكد أن مشروعية إنشاء صندوق التكافل مع أسر شهداء ثورة مصر تأتي من قبيل التعاون علي البر والخير الذي أمرنا الله به وهذا من الموجبات الشرعية والحاجات الإنسانية. فهو ضرورة شرعية وحاجة إنسانية ومن مقاصده تقديم الدعم المعنوي والمالي بكافة صوره لأسر شهداء ثورة مصر لاستشعار روح الأخوة والمحبة والود والتراحم والتعاطف بين أعضاء الوطن جميعاً. وشدد علي أن يكون لهذا الصندوق شخصية اعتبارية مستقلة علي منوال مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني الهادفة لتقديم خدمات البر لأسر شهداء ثورة مصر العظيمة ويعتبر المساهمة في هذا الصندوق فرض عين علي من لديه الاستطاعة المعنوية والمالية. وصدق الله القائل:"إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" "الأنبياء: 92". مشيرا الي أن الراغبين في المساهمة في هذا الصندوق يمكنهم دفع جزء من زكاتهم وصدقاتهم علي اعتباره انه يندرج تحت بند "مصرف في سبيل الله" ومن غاياته: الجهاد ضد الظلم والطغيان. وتحرير الإنسان من العبودية. وحفظ عقيدته ونفسه وعقله وعرضه وماله وهذا من مقاصد الشريعة الإسلامية. واكد الدكتور شحاته أن إنشاء هذا الصندوق والمساهمة في تمويله ودعمه من الواجبات الدينية في جميع الأديان السماوية. ويستمد مشروعيته من الكتاب والسنة والإجماع. قال وتعالي:"وَتَعَاوَنُوا عَلَي الْبِرِّ وَالتَّقْوَي" "المائدة: 2". وينطبق ذلك علي وجوب التعاون مع أسر الشهداء. وقال صلي الله عليه وسلم:"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي" "البخاري ومسلم". وقوله صلي الله عليه وسلم:"المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعي بذمتهم أدناهم وهم يد علي من سواهم" "ابن ماجه". وقوله صلي الله عليه وسلم:"إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية. فهم مني وأنا منهم". واشار الي ان الفقهاء يرون أن التعاون بين مجموعة من الأفراد في تحمل مخاطر الكوارث والمصائب من مقاصد الشريعة الإسلامية. ويدخل في مجال عقود التبرع. وحدد الية ادارة الذنودق من خلال إنشاء كيان قانوني مستقل علي منوال مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني يكون من مسئوليته إنشاء وإدارة هذا الصندوق ويوضع له لائحة ونظم عمل. ويمكن أن توسع أغراضه في المستقبل لتشمل كافة صور التكافل الاجتماعي. أو التبعية لمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني مثل الجمعيات الخيرية والاجتماعية والنقابات والاتحادات وجمعيات حقوق الإنسان والتي من بين أغراضها التضامن والتكافل الاجتماعي. ومن الأمثلة العملية البارزة في هذا المقام: لجنة الإغاثة بنقابة أطباء مصر والجمعية الشرعية للعاملين بالكتاب والسنة وهكذا. أو التبعية لبنك ناصر الاجتماعي. حيث ينشأ به إدارة مستقلة تتولي تنفيذ أغراض الصندوق علي منوال لجان الزكاة. رافضا أن تكون تبعية هذا الصندوق لوزارة التضامن الاجتماعي. ولكن يمكن أن تشرف عليه كما هو الحال في إشرافها علي مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني.