لقد حفل القرآن الكريم بدعوة المسلمين إلي التسامح والمحبة والود مع جميع الناس دونماً استثناء.. فلم يمنع المسلمين من البر بغير المسلمين ماداموا لم يتعرضوا للإسلام أو المسلمين بأذي.. ولذلك قال الله عز وجل في الآيتين رقمي 8 و9 من سورة المتمحنة "لا ينهالكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا علي إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون" كذلك أمر الإسلام بالرفق عند التعامل معهم وعدم مجادلتهم إلا بالحسني كما قال تعالي وجادلهم بالتي هي أحسن/ وقال الله عز وجل لرسوله محمد صلي الله عليه وسلم فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر ثم أمر الله عز وجل رسوله أيضاً بحماية من يلجأ إليه لنصرته ولا يسلمه لعدوه حتي ولو كان مشركاً فقال الله لرسوله صلي الله عليه وسلم "وإن أحد من المشركين استجارك فآجره حتي يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه" آية 6 سورة التوبة ونبينا صلي الله عليه وسلم حذر من ظلم أهل الكتاب أو الاعتداء عليهم ظلماً وعدواناً فقال صلي الله عليه وسلم في حديث رواه أبوداود "من ظلم معاهداً أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة" وأعطي حرية التدين والاعتقاد والقيام بالعبادة لأهل الكتاب من اليهود أو النصاري وحذر صلي الله عليه وسلم عامله في اليمن حيث قال له "من كان علي يهودية أو نصرانية فلا يفتتن عنها وظهر أيضاً في كتب السير وغيرها أن النبي صلي الله عليه وسلم صالح نصاري نجران وتركهم أحراراً في دينهم وأباح لهم البقاء في المدينة علي نصرانيتهم ولم يتعرض لأهل الديانات الأخري كالمجوس "مجوس نجران وعمان والبحرين وغيرهم لم يتعرض لهم الرسول بشئ يؤذيهم أو يجبرهم علي ترك ديانتهم وكلنا يذكر عندما أوصي أبوبكر الصديق رضي الله عنه أسامة بن زيد عندما وجهه إلي بلاد الشام فقال له يا أسامة لا تخونوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلاً ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة ولا تقطعوا شجراً وإذا علم بقوم في صوامعهم بعيدون فلا تقربوهم بسوء ولا ننسي أيضاً أن سيدنا عمر رضي الله عنه أعطي أهل إيلياء أماناً علي أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وأنهم لا يضطهدون بسبب نصرانيتهم ولا يضار أحد منهم.