بدأت سنة المسلمين مع هجرة الرسول صلي الله عليثه وسلم من مكة إلي المدينة وقال صلي الله عليه وسلم لا هجرة بعد الفتح ولكن هناك هجرات ممتدة إلي يوم القيامة مثل هجرة من أسلم في دار الكفر إلي دار الإسلام قال تعالي: إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها". خاصة إذا كانت الهجرة خوفاً من الأذية في البدن وأول من فعل ذلك سيدنا إبراهيم فإنه لما خاف قومه قال "إني مهاجر إلي ربي". ومنها الهجرة في طلب العلم قال صلي الله عليه وسلم أطلبوا العلم ولو في الصين وأيضاً الهجرة لقصد البقاع قال صلي الله عليه وسلم لا تشد الرحال إلا إلي ثلاثة مساجد وهناك الهجرة للمعاش والتجارة فقد يتعذر علي الرجل معاشه مع الإقامة فيخرج في طلبه. ومنها الهجرة خوف المرض في البلاد الوخمة والخروج منها إلي الأرض النزهة وقد أذن صلي الله عليه وسلم للرعاة حين استوخموا المدينة ان يخرجوا إلي المسرح فيه حتي يصحوا وقد استثني من ذلك الطاعون. وهناك نوع آخر من الهجرة ليست مادية ولكن معنوية مثل هجر العاصي كهجر الزوج لزوجته في فراشها فإن الزوج إذا أعرض عن فراشها فان كانت محبة للزوج فذلك يشق عليها فترجع للصلاح وان كانت مبغضة فيظهر النشوز منها فيتبين ان النشوز من قبلها. قال تعالي: "واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع" وهناك نوع آخر من الهجرة المعنوية وهي هجر السهر في الليل بعد صلاة العشاء روي مسلم عن برزة قال كان النبي صلي الله عليه وسلم يؤخر العشاء إلي ثلث الليل ويكره النوم قبلها والحديث بعدها أما كراهية للنوم قبلها فلئلا يعرضها للفوات عن كل وقتها أو أفضل وقتها وأما كراهية الحديث بعدها فلأن الصلاة قد كفرت خطاياه فينام علي سلامة وقد ختم الكتاب "صحيفته" بالعبادة فإن هو سمر وتحدث فيملؤها بالهوس ويجعل خاتمتها اللغو والباطل وليس هذا من فعل المؤمنين قال صلي الله عليه وسلم "إياكم والسمر بعد هدأة الرجل". جازية رمضان داعية إسلامية الهرم