* تعرض أبي لظلم بين من أحد أقاربنا منذ زمن بعيد حيث كان وقتها هذا القريب ذا سلطان وجبروت وأبي كان رجلاً ضعيفاً. وأنا الآن أمتلك من القوة والسلطان لانتقم لوالدي رداً لكرامته. إلا أن أبي يرفض ذلك. لكني ثائر جداً فهل إذا خالفت رغبة أبي أكون عاقاً له؟ ** أجاب الدكتور صبري عبدالرءوف استاذ الفقه بجامعة الأزهر حذر الإسلام من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة". وقال جل شأنه: "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون وإنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار". ومادام والدك أيها السائل قد طلب منك عدم التعرض لهذا الظالم وقال لك أنا لا أريد حقي منه في الدنيا فهذا دليل علي إيمان والدك باليوم الآخر الذي ينال فيه كل إنسان جزاءه حينما يقف الظالم بين يدي الله عز وجل ذليلا خاضعا خائفا من عذاب الله. وخاصة حينما يتعلق المظلوم برقبة الظالم ويقول يارب هذا ظلمني وأخذ حقي وأطالب بحقي في هذا اليوم ووالدك رجل مؤمن بالله مؤمن بقول الله عز وجل "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره". ولهذا فعليك أن تترك الظالم لله الذي سينتقم منه ولا تكن عاقا لوالدك خاصة وأن الله عز وجل أمر الابن بطاعة والده مادامت لا تؤدي إلي معصية. قال تعالي: "وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما". ومن القول الكريم أن يكون الابن مطيعا لوالده ولا يعصي له أمرا ويكفي أن والدك يعلم تمام العلم أن الله معه لأن الله مع المظلوم وليس مع الظالم.